صيام ... صيام: بقلم علاء العتابي

صيام …. صيام الحلقة الأولى الفطور الخفيف… -أراك عدت من السوق خالي الوفاض ؛ ولا كأنني أعطيتك عشرة آلاف من الدنانير ؛ لشراء أول فطور لنا هذا العام! أعطني الأمان أبي ؛ حتى أخبرك بما جرى معي! أبي … أبي -تكلم جننتني بسكوتك هذا ، ما بك زدت توتري ، تكلم بسرعة ! ما أن ذهبت إلى السوق حتى اشتهيت مرق الدجاج ؛ فقلت لنفسي : ما بها إذا ما اشتريت دجاجة مستوردة من داخل متجر حفظ الطعام المجمد ، ولكن تبادر لي طعم الدجاج المجمد لا ينفع في الطهي ؛ خصوصًا في أول أيام رمضان!لذا ! اشتريت دجاجة حيَة ، جميلة المظهر ؛ ما أن وقع بصري عليها ؛ حتى جذبني سمنها وريشها الزاهي ؛ حتما ستزيد من طبقة الصفار التي تطفو فوق مرقة الدجاج بلونها الذهبي ، وهي تغمر بقطع الخبز الكبيرة! -شوقتني كثيرا ؛ ولكن أين هي الدجاجة ، باقي ثلاث ساعات على الفطور ! دع والدتك تطهوها بسرعة! -تكلم ، لا تخف! أين هي؟ حال وصولي بالقرب مِن بيتنا سرقها مني جارنا أبا سعيد وهو يتأبطها يمينا وفي يساره ديكه المشاكس ! هذه جميلة ! أحبها ديكنا العازب! أغرب عن وجهي ؛ فقد صادرت حقوقها! -أبا سعيد ، افتح الباب أو أكسرها عليك ما بك جارنا صيام -أرجع لنا دجاجتنا الجميلة ودعنا نكمل إعداد فطارنا بهدوء وسلام! وإذا كنت تخاف على ديكك من حياة العزوبية ، أرسله إلى الريف ، منها يشم هواء الريف، ومنها يقضي شهر العسل هناك! كلآ وألف كلاَ ، يتزوج هنا ، ولا يخرج عن طاعتي قيد أنملة! -وما ذنبنا اليوم نبقى من غير فطار!
عليك الانتظار حولًا كاملًا ؛ حالما يتكاثر الدجاج عندنا ، وحينها أرجعه إليك! -ارجع بني واجلب لنا الدجاجة المتجمدة قبل أن يغلق السوق أبوابه ! ولكن أبي طعمها غير مستساغ ؛ لا طعم ولا رائحة شهية. هي كذلك. علاء العتابي

تعليقات

المشاركات الشائعة