الهام: بقلم سمية جمعة
إلهام
ذات حنين
وعدني بأن نشرب فنجان قهوة،فراحت مخيلتي تصورّ ذاك الفنجان،و تحيك حوله الحكايات، تتخيل عرّافة ستفك لها شيفرة القلب،و تبوح لها بما سيحدث لها. قالت:
و التقينا في مقهى،و الكراسي حولنا،و صوت فيروز يصدح تعا و لا تجي،وصلت للموعد قبله فأنا ممن يضبطون ساعة الوقت على نبض قلوبهم،كان المكان شبه فارغا،و المطر بغزارة يهطل،لاذ اثنان في زاوية بعيدة و رحت أراقب حركة الفناجين من يد لأخرى يتبادلان الرشفات،و عيون حالمة تكاد تنطق،وصل أخيرا، لم ينطق بحرف،تناول الفنجان الذي أحضرته و راح الصمت يلف المكان، و بقايا سحب دخان تغطي سماء المكان،نظرات من هنا و هناك،و بقايا جريدة في يده و كلمات عالقة في صدره،حاولت لملمة الشتات وهممت بأن أردد كلمات الوداع،سبقني و قال
إنها تنتظرني هناك على الباب!
سقط الفنجان من يدي،و أنا التي اعتادت أن تحتسي قهوتها رغم المرار،بعيون غارقة بالدمع غادرت المكان،و لا مظلة تقيها من رذاذ!
و ضاعت لهفة الفنجان في ثنايا حب خانه الوقت و أحكام الزمان.
في إطار الأماني
نزرع الدروب
وردا
يغرينا الإخضرار
تتصحر القلوب
سمية جمعة/سورية
تعليقات