الافق البعيد 3 :بقلم تيسير مغاصبة

قصة متسلسلة "الأفق البعيد" -٣- يالغبائي لماذا لم أطلب منها الدخول..ماذا لو أنها غادرت الأن. قد تعتبرني أنقصت من قدرها فتغضب ،لاأعتقد ...وإلا لماذا إختارتني أنا دون غيري ، لماذا لم تذهب إلى حديقة عبدالله وهي أجمل من حديقتي وهو أكثر رقي مني ،بل وأقدم مني هنا؛فأنا كما وأني لم أكن في هذا العالم المتطور، أن كرامة المرأة..أي كانت تلك المرأة تفضل أن يكون الرجل هو المبادر ومهما كان شوقها إليه ..فلماذا أنا أنتظر منها أن تكون هي المبادرة. لابد أن أذهب إليها وأن أدعوها إلى الدخول مرحبا بزيارتها، وضعت حدا لكل تلك التساؤلات ووقفت مستعدا للخروج إليها ،لكنها ظهرت على باب منزلي بابتسامتها الجميلة التي لم تفارقها أبدا. إنحنيت لها احتراما وتقديرا لهذا الجمال الفاتن ،مدت يدها مصافحة..صافحتها ثم رفعت يدها مع إنحنائة قليلة وقبلتها على يدها وقلت مرحبا: -أهلا بك سيدتي الجميلة؟ -------------- ميرسي. كانت تتأخر قليلا بالرد فيأتي ردها أجمل مايكون، جمالها الفاتن والذي لايقاوم منحني الجرأة العجيبة ..كنت لازلت ممسكا بيدها الدافئة والشدشدة النعومة ،كانت ابتسامتها أكثر إنفراجا فأزداد جمالها سحرا، قدتها خطوات ..أجلستها على الكنبة المقابلة لكنبتي..فكانت خطواتها أشبه إلى حد كبير بخطوات فتيات الطبقة الارستقراطية والأميرات، قلت لها: -سعدت بلقاؤك سيدتي الجميلة؟ -------------- ميرسي. تنبهت إلى أني أجيد الإنجليزية وبطلاقة لكني علمت على الفور أنه بعد قفزي إلى عام ٢٠٧٠ فمن الطبيعي أن يكون قد حدث الكثير من التغيير والتطور علي أنا أيضا، وليس غريبا أن أجيد الإنجليزية بعد أن كنت في السابق دائما مكملا بتحصيلي الدراسي. شاهدت على ركبتيها بقعتا طين فقد تكون قد تعثرت ووقعت في حديقتي بسبب إنتعالها ذلك الحذاء ذا الكعب العال. أخرجت من صندوق المناديل المبللة بالعطر منديلا وأخذت أمسح ركبتيها مزيلا بقع الطين التي بدت واضحة جدا على ركبتيها الشديدتا الابيضاض فبدت الفتاة كاللوحة التشكيلية الناطقة، فكررت كلمة: ------------ ميرسي. مع تقلصها الطبيعي إنبعثت رائحتها الأنثوية الطبيعية ،تلك الرائحة التي تجذب الطرف الآخر كما ثبت علميا مما جعلني أقترب منها أكثر وأن أميل إليها وأن أطبع قبلة على وجنتها فيشتعل جسدي على أثرها. وفي الحقيقة أنا في قرارة نفسي قد إتخذت قراري بأن تبقى معي موافقا على أي علاقة تريدها،فقلت : -المعذرة ..أن..جمالك لايقاوم أبدا؟ --------------- أنت تقصد..أني فتاة جميلة جدا ..ميرسي. -أرجو إن أمكن أن الإبتعاد عن الرسميات أيتها الجميلة؟ -------------- أنا سعيدة بذلك. -ولو أني أخذت رشفة من خمر وجنتك دون إستئذان منك إلا أني أسألك ماذا تشربين؟ ----------- لاشيء. -لماذا . -----------أنا لاأرغب؟ -كما تريدين ولو أني كنت أتمنى أن أقدم لك أي شيء ..من واجب الضيافة ؟ ------------- لاعليك ..يمكنك عوضا عن ذلك أن تراقصني . -يسرني ذلك ؟ مديت يدي إلى الحائط ،ظهرت شاشة صغيرة عليها قائمة تحتوي على أسماء الأغاني والمقطوعات الموسيقية،إخترت مقطوعة جميلة ..إنطفأ النور الساطع فظهرت الأضواء الخافتة الجميلة الملونة تومض مع الموسيقى والايقاعات ،إقتربت منها ..أمسكت بيدها ..ساعدتها على الوقوف ..وبدأت بمراقصتها..عندما إنخفضت درجة الموسيقى وأصبحت كلاسيكية،مالت برأسها على صدري لأداء تلك الرقصة الجميلة التي تمنيت أن تطول؛فبدت كما وأنها قد غفت على صدري، لكن ..إنتهت الرقصة ..أجلستها على الكنبة كما وأني أجلس أميرة رقيقة من قصص الخيال ،فقد كانت رقتها من النوع المبالغ فيه جدا ،سألتها: -ماأسمك ياعزيزتي؟ ------------أنا أسمي جولي..حولي دانييل. -سعدت بمعرفتك أنسة دانييل؟ -------------ميرسي. نظرت إلى باب منزلي الذي نسيته مشرعا فقلت اللعنة ..لا ينسى باب منزله مفتوحا في حالات كهذه سوى الغبي ،بل الشديد الغباء ..توجهت إلى الباب لأغلاقه لكن تفاجأت بصديقي عبدالله يظهر فجأة على الباب بابتسامته العريضة. (يتبع...) تيسيرمغاصبه ١٧-٣-٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة