الافق البعيد 2: بقلم تيسير مغاصبه

قصة متسلسلة "الأفق البعيد" -٢- توجهت إلى شرفة منزلي ..ناديت صديقي "عبدالله"..فتح الباب..خرج إلى شرفته ..بادرته: -أسعد الله صباحك أخي عبدالله؟ -وصباحك صديقي احمد. -إلى أين سنخرج هذا اليوم ؟ -أنت تعلم أنه وسط هذا الزخم لايوجد أمكنة محددة ،أينما نظرنا نرى مايستحق المشاهدة، استعد ياصديقي. -حسنا ؟ دخلت إلى الصالة ..رفعت يدي إلى شاشتي التلفزيونية الكبيرة جدا والتي تظهر على الحائط ،أقفلتها بحركة من يدي ..إرتديت بدلتي الرسمية القديمة وربطة العنق وخرجت ،كان عبدالله في إنتظاري قلت له: - لي أيام لم أرك فيها ،أين كنت طوال الفترة الماضية ياصديقي؟ -لابد أنك لازلت تحلم هههههه أأنت متأكدا بأنك صحوت من نومك،فأنت عربي تحب النوم ياصديقي أنا لم أغب عنك أبدا ..نحن كل يوم معا . -هههههه ربما ؟ -ههههههههه ههههههههه. -مارأيك بأن نتوجه اليوم إلى شارع الأقواس بالمدينة . -ههههههه هههههههه لازلت تحب المزاح ياصديقي؟ * * * * * * * * * * * * * * * خلال ذلك النهار علمت كل شيء وتذكرت كل شيء ،كذلك عرفت كيف حضرت إلى هنا ،لكن لازلت أجهل بعض الأمور . أن تقويم السنة الإلكتروني والذي يظهر فى أعلى الصالة كتب عليه التاريخ وهو "١-٥-٢٠٧٠" وقد تغير العالم وتغير تقسيمه؛فقد أصبح مقسم إلى خمسة دول كبرى من حيث المساحة والقوة. استطاعت الدول الكبرى إنهاء خلافات دول العالم وصراعاتها ومشاكلها الاقتصادية ؛فأتفقت على تقسيم العالم إلى خمسة دول فقط تحكمها الدول الأقوى في العالم ، أما نحن العرب فقد أصبح شأننا شأن الهنود الحمر في أمريكا سابقا،مجرد تراث ،ينظر إلينا نظرات دونية؟ في خلال نزهتنا رأينا الدراجات الطائرة تمر على إرتفاع محدد لكن بأنتظام ومهارة كما وأنها تسير على شوارع أرضية ،أما العربات فكان إرتفاعها أقل بكثير ،بينما القطارات والحافلات تسير فوق سكك حديدية مرتفعة عن الأرض. كنا نميز العرب بثيابهم المفروضة عليهم وهي بدلات رسمية وربطات عنق جميعها من موديلات عام ٢٠٠٠ . لكي يعرفون من خلالها لأن حقوقهم أقل بكثير من حقوق الأخرين. -اللعنة ..ماذا حدث للعالم ..أين أماكن ذكرياتي ونشأتي ..ومرتع طفولتي ؟ رد عبدالله علي : -أيها الغبي لازلت تتكلم عن ذكرياتك ..نحن نسير إلى الأمام لا نعود إلى الوراء اصمت حتى لاتثير ضحكهم علينا. بعد ذلك مررنا بأنهار وقنوات إسطناعية في مثابة وسائل مواصلات أشبه بالطرق تسير فيها حافلات مائية وعربات ،وقنوات أخرى تسير فيها الدراجات المائية ،وطرق أخرى صغيرة تحتوي على عربات صغيرة مزينة بالألوان الزاهية والرسومات الجميلة يستقلها الأطفال للذهاب إلى مدارسهم وحدهم ،فرأيت أنهم كانوا يحترمون قواعد السير ويتقيدون في الأنظمة. قلت : -كيف لايتطورون بعد أن إستولوا على ثرواتنا ونفطنا؟ -أي ثروات وأي بترول أيها المتخلف ،يالغبائك ياصديقي، أن كل ما تراه لاعلاقة له بثرواتك ونفطك ،هل كانت ثرواتك شيء يذكر لما كان في دول الغرب، أن كل ماتراه يعمل بالطاقة النووية وماشابه لأن البترول ومشتقاته يعد ملوثا للبيئة اليوم،لازلت تحمل تلك الأفكار المتخلفة أيها المسكين البائس ،صحيح أننا عرب ،لقد عمر سطح القمر وأنت لازلت نائما، والأن هم يذهبون إليه في رحلات منتظمة ،حتى الأطفال وصلوا إلى هناك؟ -جميل إذا نستطيع أن نذهب إلى القمر. -نحن ههههههههه أن ذلك كله من نصيب الأثرياء من غير العرب فقط،وأن لهم هناك قصور وحدائق ومدن مكيفة وتتوفر فيها جميع وسائل العيش والترف ؟ -عجيب هذا والله. -بل أنت العجيب ياصديقي ،بالله عليك أخبرني من أي كوكب حضرت لتصبح عبئا علي ههههههههه ؟ -هههههههههه . -لقد أخطأوا عندما منحونا عقار الشباب الدائم؟ -ولماذا منحونا إياه إذا. -للحفاظ على التراث؟ -أنحن تراث لهم. -نعم هي الحقيقة هههههههههه ؟ * * * * * * * * * * * * * * * في المساء إنتهت جولتنا وودعت صديقي عبدالله وتوجهت إلى منزلي ..وضعت بصمتي على باب منزلي ..جائني صوت إلكتروني لأمرأة يقول: "المنزل من الداخل آمن ، لم يحاول أحد غيرك فتحه، لكن تفقد حديقتك فقط" قلت : -تفقد حديقتك ،ههههه هل دخلها كلب أم قطة هههه؟ دخلت ..أقفلت الباب ورائي ..فتحت باب شرفتي..خرجت إلى الشرفة..ورأيتها .. لقد كانت تجلس على مقعدي في حديقتي وقد سحرني جمالها الرائع ..وكان جمالها مزيج مابين البشرة الأسيوية الصفراء، والشعر الأميركي الأشقر ،والفستان التركي القصير جدا والذي يكشف عن سيقان بيضاء ،تمتلك ملامح شبه طفولية تبديها كما وأنها أصغر من عمرها بكثير، عندما رأتني إبتسمت إبتسامة رضا جميلة ،بادلتها الإبتسامة الشغوفة..خرجت من شرفتي ..توجهت إلى باب منزلي ..فتحته وتركته مشرعا وجلست على مقعدي المواجه للباب ..جلست أنتظرها. (يتبع....) تيسيرمغاصبه ١٥-٣-٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة