الافق البعيد 1: بقلم تيسير مغاصبة

قصة متسلسلة "الأفق البعيد" -١- بعد أن فقدت عملي لم أجد طريقة لتصعيد طاقة الشباب وشحناتها الزائدة بداخلي وإشغال وقتي سوى بنكش تربةحديقة المنزل وتعفير نفسي بالتراب حتى لوكان ذلك يزعجني. أن مكوثي لفترة طويلة في البيت بلا عمل قد جعلني أتخلى عن فكرة البحث مجددا عن عمل؛قد أكون بدأت أخاف العمل وهذا شيء طبيعي أن يحدث وسببه طول الإنتظار. إستمريت في نكش الحديقة مما شبهني بعض الجيران بطائر نقار الخشب الذي لايمل ولايصاب رأسه بالصداع جراء استمراره في النقر، كذلك أنا لاأمل من شق التربة دون التفكير في زراعتها؛لأني لاأفقه أي شيء في الزراعة، وذلك كله لم يتسبب باصابتي بالربو من جراء استنشاق الغبار للأن. في مساحة صغيرة باحدى زوايا الحديقة كانت فيها التربة ناعمة جدا ،فكانت تنهار بسهولة ،فكان ذلك متعة لي في أن أخرج منها التراب الأحمرالناعم جدا لاقوم بفرده في أماكن أخرى تحتاجها الحديقة. من شرفته أطل علي جاري المتطفل الكثير الكلام وقال ساخرا دون حتى إلقاء التحية علي: -أراك تريد حفر ملجأ هنا؟ ابتسمت بقرف وذهبت إلى الجهة الأخرى مبتعدا عن أنظاره حالما يبتعد عن شرفته، بعد ذلك عدت لمتابعة عملي. كان خلالها جاري قد إمتطى دراجته النارية وغادر إلى عمله. تنفست الصعداء وتابعت عملي أو بالأحرى تسليتي بسعادة، شعرت أن فأسي قد إرتطم بشيء ما ..وضعت الفأس جانبا وبدأت في إزاحة التراب بكفي ،بعد دقائق أخرجت صندوق صغير، ظننت في البداية بأنه صندوق مليء بالذهب والمجوهرات، وأني سأصبح ثريا الأن،فغمرني الفرح عندما شعرت أن معاناتي قد إنتهت ولن أعد أسمع تذمرات أسرتي ونعتهم لي بالكسول.. الخمول كالعادة . تلفت حولي وعندما تأكدت بأنه لايوجد أحد يراقبني.. أخرجت الصندوق وتوجهت به إلى الشقة ومن ثم إلى غرفتي. أقفلت على نفسي باب غرفتي وبدأت بفتح الصندوق الذي كان قديم جدا ، وعندما تمكنت من فتح الصندوق وجدت ساعة قديمة جدا ذات عقارب وأرقام،وكانت لاتزال تعمل لكن العجيب أن صوت دقاتها كان يؤثر تأثيرا مباشرا على نبضاتي مما جعل شرايين يدي أكثر بروزا، وشعرت أيضا ببعض الخمول . كان للساعة مؤقت رمال فكانت تبدو كتحفة قديمة رائعة ..تنبهت إلى أنها إحتوت على لوحة صغيرة فيها أرقام يمكن تبديلها وزيادتها تبدأ من "٢٠٠٠"ولا يوجد أقل ،أي نستطيع زيادتها ولايمكن إنقاصها عن "٢٠٠٠"وهي السنة. علمت أن الأرقام هي لإختيار السنة،حملت الساعة ووضعتها في رف خزانة ثيابي لتبقى ظاهرة لي ويمكن تغطيتها بقطعة قماش كي لايرها غيري فيما لو تطفل على خصوصياتي. قمت بأعداد مؤقت الرمال ومن باب الفضول وضعت بالأرقام السنة "٢٠١٠٠" لكن الرمال لم تبدأ بالنزول وأن تأثير صوت عقارب الساعة على شراييني قد توقف مع ظهور لون أحمر في أسفل الأرقام مما يدل أني لن أكن موجودا في ذلك العام ،يالغبائي. ثم إستبدلت سنة ٢٠١٠٠ بسنة ٢٠٧٠ فعاد التأثير على نبضاتي وظهر اللون الأخضر وبدأت الرمال في النزول من الاعلى وتتجمع في الأسفل؛ وبدأت أشعر بالضيق فبدوت كما وأني اصعد إلى السماء في رحلة رهيبة..إنقباض في معدتي مع بعض الألم في أذني كالألم الذي نشعر فيه ونحن في إحدى مطبات السماء في الطائرة، مصاحبا لبعض الصداع ، لحظات وإنتابتي شعور غريب . (يتبع...) تيسيرمغاصبه ١٤-٣-٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة