العائد 14 بقلم تيسير مغاصبه

قصة متسلسلة "العائد " -١٤- وقف شيخ القبيلة أمام خيمته بعد أن جمع كل أهل القبيلة كبارها وصغارها ونسائها، وقف ليتحدث إليهم بشأن القادم المنتظر. كانت القبيلة التي لايزيد تعدادها عن المائة ،هي القبيلة الأكبر على الأرض العربية . بعد أن قام مساعد الشيخ بالتأكد من وجود جميع أفراد القبيلة،كانت تنقص واحدا ،هنا علم المساعد على الفور أن الذي ينقص هو الأهم ؛أنه الأمير "نور" ،وهو الطفل الذكي ،المعجزة ،والذي يتنبأ ويعلم بالأحداث قبل حدوثها. أن أفعاله وأفكاره تجعله مختلف عن جميع أفراد القبيلة كبارها وصغارها،وهو الذي أخبر شيخ القبيلة بأن الرجل الصالح سيمر بالقبيلة في تلك الأيام. أرسل الشيخ من يبحث عنه خصوصا أن الجمع لايكتمل ولا يصلح بدونه فهو الحكيم الصغير ؛وقيل العابد الصغير. البعض يقول بأنه "عائد"،والبعض الأخر يقول بأن الشيخ قد عثر عليه في إحدى شقوق الأرض عقب ما الذي حدث لها، فأتخذه ولدا له. * * * * * * * * * * * * * كان نور يقف فوق صخرة متأملا الأفق البعيد عندما وصل مبعوث الشيخ وقال له: -سيدي الصغير؟ -نعم ..أعلم ..لقد اجتمع أبي بالقبيلة ليخبرهم عن الرجل الصالح القادم ليعيدنا إلى دين الله..لقد قبلنا دعوته ولايتبقى علينا سوى قراءة كتاب الله ووصايا نبينا العربي العظيم. -سيدي الصغير أن الجميع في انتظارك ؟ -حسنا ..ها..أنظر هناك لقد ظهر من بعيد ..أنه يمتطي حصان جميل جدا وقوي . صعد المبعوث إلى جانبه فوق الصخرة بفرح وتأمل الصحراء الواسعة وقال : -لكني لاأرى شيئا ؟ -عجيب أمرك ..كيف لاتراه ..أنظر جيدا. أخذ الرجل يفرك عينيه ويعيد النظر ،ثم قال : -لاأرى أي قادم ؟ -حقا لاأعلم لماذا لاتستطيع رؤيته ..لكن لابأس هيا بنا. وصلا إلى مكان تجمع القبيلة أمام خيمة الشيخ وقال الشيخ : -أين كنت يابني لقد أردتك إلى جانبي في هذا اليوم؟ -لقد كنت أترقب وصول الرجل الصالح . -وهل رأيت شيئا؟ -لقد أوشك على الوصول. -بشرك الله بالخير يابني؟ ثم نظر الشيخ إلى أهل قبيلتة وقال: -اسمعوني جيدا أيها الأهل والعزوة..منذ هذا اليوم سنصبح جميعا أخوة بالله ، قد تحررنا اليوم من الجهل وعدنا إلى الدين الذي إبتعد عنه من سبقونا،منذ هذا اليوم سنخرج من الظلمات إلى النور وستبدأ رحلتنا الطويلة في كل بقاع الأرض لنشر الدعوة من جديد ،أنها رؤيا أميركم الصغير . * * * * * * * * * * * * * لايزال عدنان وحصانه يتابعان رحلتهما في الصحراء الواسعة وقد مرا في طريقهما بعدة عوائل وقبائل صغيرة ،وقد إتفق معهم عدنان بأن يعدوا أنفسهم ليلحقوا به بعد ثلاثة أيام من إنطلاقته لينضموا إلى القبائل الأخرى ومن ثم يسيرون نحو الأراضي المباركة. قال عدنان : -أعتقد بأننا قد اقتربنا من قبيلة أخرى ،هذه المرة تبدو أنهاهي الأكبر بين القبائل؟ -هذا صحيح ياصديقي. -أشعر أن قلبي قد إزدادت خفقاته؟ -لماذا ياصديقي. -لقد رأيت في منامي طفل بل ملاك وجهه يشع نور وقد سهل علي مهمتي ؟ -رؤية حسنة، حمدا لله. -أني أرى واحة كبيرة تنتشر حولها الخيام ؟ -بالفعل أني أرها. -حقا هي القبيلة الأكبر التي نمر بها؟ -بكل تأكيد. -ياترى هل يوجد بينهم عائدون ؟ -ربما. * * * * * * * * * * * * قال الشيخ: -لقد إرتكبنا الكثير من الأخطاء وقد تكون ذنوب لاتغتفر وذلك قبل حضور الأمير الصغير ،ومنها فكرة التزاوج من أجل التكاثر ونحن لانعلم ولانستطيع التفرقة بين ماهو مباح وما هو غير مباح ،ومع وصول الرجل الصالح سنتبع كلام الله وتعاليم نبيه العربي العظيم ،وعلينا عدم إرتكاب المعاصي كما كان الذين سبقونا في القرن الماضي حتى لانغضب الله ثانية، أن هؤلاء كانوا يعلمون مالا نعلمه وبالرغم من ذلك كانوا يرتكبون المعاصي وقد عاثوا فسادا في الأرض وكانت النتيجة ويلات الحروب وجور الحكام والكوارث الطبيعية ،قد تتعجبون من أين لي بكل هذا الحديث ،وقد تتعجبون أكثر عندما أخبركم أن الذي أخبرني بكل ذلك هو أميركم الصغير "نور" وهو الذي أنار طريقي وشرح صدري كما سينير طريقكم ويشرح صدوركم. (يتبع...) تيسيرمغاصبه ٢١-٢-٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة