العائد 12: بقلم تيسير مغاصبه

قصة متسلسلة "العائد " -١٢- بعد أن إلتقى عدنان بالحصان الوفي ،أمضيا طريقهما الطويل جدا بالأحاديث فلم يشعرا بأنهما قطعا مسافة طويلة. من بعيد ظهر لهما رجل يرتدي الثياب البيضاء ،قال عدنان لصديقه الحصان بقلق : -ياترى من يكون هذا أيضا الذي ظهر لنا ،أهو جان ،أم غول،لعله شيء من هذا القبيل؟ قال الحصان مطمئنا: -لاأعتقد ذلك ياصديقي فنحن عالم الحيوان نستطيع أن نتعرف بسرعة على المخلوق الذي يقابلنا ،هي هبة من الله. -طمأنتني ياصديقي؟ عندما وصلا إلى الرجل بهرا بجماله ،فقد كان يرتدي الثوب الأبيض النقي والخالي من أي شوائب،شعره طويل منسدل على كتفيه، وجهه يشع نور ،إبتسم لهما إبتسامة تجعله يدخل قلب كل من يراه دون إستئذان. فكانت الأرض تخضر تحت خطوات قدميه ،وكلما مشى قليلا كانت تنبت الأعشاب والأزهار وتنتشر الروائح العطرية الطيبة. همس الحصان لعدنان : -إنزل بسرعة عن ظهري ياصديقي ،أنه ملاك مرسل إليك؟ -إلي أنا!! -نعم ؟ نزل عدنان من على ظهر الحصان ،إنحنى أمام الملاك احتراما ،كذلك فعل الحصان بمد قائمتيه الأماميتين وأنزال رأسه . قال الرجل والابتسامة لاتفارق شفتيه: -تعلم ألا تنحني لغير الله؟ -............... . -حمدا على سلامتك ياعدنان ؟ -سلمك الله ياسيدي . -لست سيدك، أن سيدك وسيدي الواحد الأحد؟ -...................... . -الأن أنت وصلت إلى منتصف الطريق أيها المؤمن الموحد ؟ -وماذا سيكون النصف الأخر . -طريق العودة وحتى وصولك إلى المكان الذي خرجت منه ،لكن حتى تصل إلى هناك ستكون قد أنجزت الأمر المكلف به من الله ؛الدعوة ؟ -أنا..لكني رجل غير صالح . -بل أنت الرجل التقي الذي إختاره الله منذ خروجك من حفرتك لدعوة البشر الجديد،منهم العائدون ،ومنهم الذين كانوا في الإنتظار؟ هنا إنهمرت دموع عدنان بغزارة وقال: -يالخجلي من الله؟ -أن كل ماحدث معك ياعدنان كان مكتوب في كتابك منذ ولادتك؟ -إذن هي فرصتي لأسالك بعض الأسئلة كي يطمئن قلبي. -تفضل إسأل ياعدنان بينما أنا سأجيبك وأعطيك الأجوبة الشافية؟ -ماذا بشأن الرجل الذي قتلته؟ -لقد غفر الله لك. -وماذا بشأن حبيبة القلب وردة ،لماذا لم تعد كما عدت أنا وغيري من الناس ،وهل كانت تبادلني الحب..أكانت تحبني كما كنت أحبها؟ -ههههههه السبب في أن وردة لم تعد هو لأنها لم تكن قد ماتت حينها،لقد كانت حيلة مدبرة من أسرتها بالاتفاق معها للتخلص منك ،لأنها كانت تعلم بشدة حبك لها وأنك ستموت لو علمت بموتها ،وهي كانت تحب رجل أخر ثري ،وقد عاشت معه بسعادة لسنوات طويلة حتى إنتهى أجلهما، وقد كنت أنت مادة للتندر والضحك عندما كان تتزاور هي وأسرتها. -ياإلهي، لقد صدقت الجنية ،لكني...عاهدت الجنية على الزواج إن أنا اكتشفت بأن وردة لم تكن تحبني كما أحبها،وأنا لم أغدر بأحد طوال حياتي الماضية ،وهكذا سوف أكون مضطر للوفاء بعهدي؟ -هذا صحيح ،بما أن عليك دعوة الإنس والجن؛أن عليك الوفاء بالعهد ،لكن أخبر الجنية بالحقيقة وسوف تتفهم عندما تعلم برسالتك. -لقد أرحتني ،لكن ..هللا أخبرتني من يكون الرجل الذي يشبهني والذي تعارك معي دون سبب وجيه وكاد أن يقتلني؟ -أنه ذاتك المؤمنة. -لقد فهمت ؟ ثم أخرج الرجل من الخرج الذي كان بحمله على ظهره كتاب وأعطاه لعدنان وقال: -خذ هذا كتاب الله ،هو النسخة الوحيدة المتبقية في الدنيا ؟ مد عدنان يد مرتجفة..أخذ الكتاب..ثم أخذ يقبله وقد بلله بالدموع،ثم مد الرجل إليه بكتاب أخر وقال له: -وهذا كتاب يشتمل على الأحاديث الصحيحة المنقولة عن نبينا العظيم؛بهذين الكتابين لن تضل أبدا كما قال نبينا العظيم؟ ثم قدم له الخرج وقال له: -هذا الخرج يحتوي على بذور ،كلما وصلت إلى عائلة أو قبيلة عليك نثر البذور فستخضر الأرض وتزهر ،وسوف تنبت فيها بعد ذلك الأشجار المثمرة ،ونبات الأرض وبقولها وسوف تعمر الأرض من جديد على أيدي بشر يحبون الله ويحبهم؟ -سأفعل . -لكن يبقى عليك أن تعلم أن دعوتك ستكون لسنة واحدة فقط ،تكون فيها قد أنجزت مهمتك ،ومن ثم تعود إلى حفرتك لتبقى فيها إلى يوم القيامة ،لاتنسى أن المتبقي من عمرك سنة واحدة فقط؟ -لن أنسى. -والأن أستودعك الله أخي عدنان ؟ ثم اختفى الملاك وبقيت الأرض خضراء في مكان وقوفه . صعد عدنان على ظهر جواده وتابعا طريقهما ..طريق العودة..طريق الدعوة. (يتبع...) تيسيرمغاصبه ٧-٢-٢٠٢٣

تعليقات

المشاركات الشائعة