عابر سبيل (بعض المرارة): بقلم رعد الإمارة

 عابر سبيل ( بعض المرارة )


١   (انطفاء )


قبل أن يلوذ العصفور النحيل بعشه أخذ يحوم حول رأسي، أطلق تغريدة مبهمة ثم حط على كتفي، لا أدري، لكنه همس بشيء ما،كما نفعل تماما نحن البشر، بعدها حلق ودار ،مرة ومرتين، ثم هبط دفعة واحدة، التف حول نفسه في عشه البارد، غرد بلحن حزين، وانطفأ، تمامامثلي!.


٢ (أسى )


نصحني صديقي الطبيب بأن اتنزه، لكني لذت بسريري، قال أن قلبك متعب، حاول أن تمشي ولا بأس بأن تركل بعض الحجارة، سيهدأ غضبك، لكني احتضنت وسادتي اكثر وأكثر، لقد فاتني أن أخبر الطبيب صديقي بأن طيفها يزورني عند الفجر، وبأننا نقطع مسافة طويلة على قدمينا، دون أن نركل ولا  حتى حجر واحد!.


٣ (أحلام ميتة )


نوعا ما فأنا أفهم لغة القطط، قطتي البيضاء مثلا تموء صباحا، فأعرف قبل أن تعيد ذات المواء بأنها جائعة وبأن إناءً من الحليب سيشفي  غليل مواءها، عند  المساء حين تتمسح بقدمي فأنا أدرك جيدا إنها تود أن تندس إلى جانبي في السرير، ليس هذا فحسب بل سيكون لطيفا لو دثرتها، قطتي تقول بعينيها اللوزيتين بأن الطقس صار باردا مثل حد الموس، لكن قطتي ربما تجهل أن أغلب أحلامها ستتلاشى عند الفجر، حين سيتدلى جسدي من انشوطة الحبل  المعلق  في المروحة الصامتة!.


بقلم/رعد الإمارة/العراق/بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة