بينكِ وبينكِ: بقلم حميد محمد الهاشم

 "بينكِ وببنكِ...،"


أسراركِ الورقية لاتحلّق عالياً 

صندوقكِ الأسود ما زال عالقاً في الهواء ،

 بين ذاكرة الرماد وفوضى الحواس،

إلى حين انجلاء  الغبرة عن فضفضة نحو اللاشيء ،

لا شيء أوقح من لاشيء،

يا إبنة المتاهة وعاشقة السراب

والقطاف هو القطاف.. و الرذاذ هو الرذاذ 

وأنتِ كما عهدتكِ صلاة بلا صلاة ، مذنبة بلا ذنوب، بريئة دون براءة..

وهناك في الجزيرة البعيدة في القلب،

في السماء النقية مني ومنكِ، 

 أطلقتُ الرصاص على أسرارِ السديم ،

وكسرتُ أقفال الريح ،

لتُفتَحَ خزانة الجراد ،

صندوقكِ الأسود ما زال عالقاً..........،

 ياعينا نائمة في أحضان نعاسها المزمن ،

 يا كلمة تبحث عن أحرفٍ لها ،

كي تسَكَرُ  في مجازات من اللذة ،

تتسكع بين أزقة السطور البليدة ،

ما زلتِ عالقة،

لا أرضَ لكِ لتقيمين أعراس الجذور ،

لا شيء غير صفصافِ شوقٍ دفين ،

ما زلتِ عالقة...

بين ملاءات أسراركِ كغسيلٍ تعبث به الريح ، 

وهي عاصفتي أنصفتْ طائراتك الورقية ،

 تحلّق وتهوي ،

بينكِ وبينكِ،

هي "مُخاتَلَة "، مُخاتَلَة "هي،

أفتحي حقيبتكِ وأخبرينا عما تبقى فيها من الخيبات، وأخرجي من سرداب عينيكِ أحلى الخيانات ،

أذبحي ما شئتِ من القرابين ،

كي تثمر شتائل الزيف،

أزهارا من الخذلان في سماء الريب والظنون ،

سوءةً لليلكِ الطويل تخذله الأقمار ،

سوءةً لنهارك العاري من  الشمس ،

أخلدي إلى أفيون الكذب ،

واقرأي لضريح القلب فاتحة النكوث الى الضياع ،

مخاتلة أنتِ ، لا بأس ،

اعترافات بليدة في الهواء الطلق ،

محملاً بجنون الغبار ،

لا تثقي بماء الروح ، مدّاً وجزر..

يا صحراء لا يسكنها سوى الأشباح،

لا أحد يمنحكِ نبيذ المتاه،

عطشى...

عطشى من بيداء إلى بيداء،

 مشبعة بحمى حالكة الملامح ،

  كسيرة ذاتية لمقبرة إعترافكِ المذبوح على منصات القصيد،

من العنوان حتى أكداس القمامة التي تسدُّ الوريد ،

من أول تدوير النفايات حتى ارتداء آخر الأقنعة ،

 هكذا ،

حمى مجنونة ، وطيش مخَادَعة ،

أيتها الكلمة الراقدة في سراب أحرفها ،

والغيمة  الفاتنة السادرة في دخانها .

حميد محمد الهاشم/ العراق


تعليقات

المشاركات الشائعة