طيور صوفية: بقلم حميد محمد الهاشم

 "طيور صوفية."


ملتقطاً رماداً من شاسشة الحلاج

ومن أيدي النفرّي..

حناءً للكتابة..

يتكرر في صورهِ ولا صورةَ له أبدا

قيُّوم على كلمات تخذله في أسفار اللغات

يتخثر المداد في شرايينهِ

فيستعير من الأشجار أنساغا مالحة

ومن الهواء تنبت له أجنحة طيور،

تأوي لغير أقفاصها

يتكرر في صورهِ ولا صورةَ لهُ أبداً

بعيدا يتوغل في العدم

ويستحلف البكاء أن يكون له صديقا مزمنا

يستخلف الشوك في مملكة الأعشاب الجائعة

ماذا يرى..

الرؤية الآن..

هندسة صوتية تتبعثر في فلسفة المحبرة

خارج مدن الرواقيين،

يتفرد بوعي النقطة الملونة

يجرُّ ذيول الحروف الشائكة..

هذه أغنية للغيب لا للخبز

يتنبأ باصداء تتقاطع ،

ملتقطاً رمادا من شاشة الحلاج

حناءً للكتابة

حراثة عمياء في البصيرة 

اكتحالاً لعيون زرقاء القصيدة

خلف الثياب تشتعل المتاحف..

سيد من الشمع،

يبدأ الهجرة عند أول ثقاب ينتحر

قال الرواة،

أن هذه عكاز يشبه السفر

قال..أن هذا سفر يشبه العكاز

هكذا تحطُّ القرية في مكتبتهِ

يتلوث بالتأويل..

فتمسك بجلبابه الوحيد أيدي النفرّي

"أبقَ معي..

أبقَ معي.."

حيث يقفُ..

شرب الوقوفَ وشربهُ الوقوف 

ساقاه طليقتان

معتصم بالوقوف...

 تغمرهُ البحار وتصاحبهُ الشمس

وهو يبحث في أصول الأرض

وفي يديه قصيدة لا تنشر

ومكتبة تحلم بالفرار

من عاصفته إلى هويته المفقودة

إلى صور قديمة

لا تولد إلاّ الاَن..

الآن لا صورة له أبداً.


حميد محمد الهاشم/ العراق


تعليقات

المشاركات الشائعة