من منكم بلا خطيئة: بقلم سمية الإسماعيل

 من منكم بلا خطيئة ، فليرمني بحجر 

لا تلوموني.. 

سوق النخاسة، صار شرعاً 

في وطني

أم أن الوطن إلى سوق نخاسة 

تحول

لسنا عراة أصلاً 

ولا حفاة

لا أنا ولا أخي.. 

ولا حتى ذاك الراقد على قارعة التشرد 

رفيقي 

إنا خطيئة من باع القضية 

بثمن بخس

و أنكر فعلته الدنية

ما عدنا نعرف ، من منا الجلاد ؟

من منا الضحية؟ 

************

طفل أنا 

في الوجه براءة، و في القلب 

لكنني بعمر الأبجدية 

قبل ابتداع  الحرب.. 

قبل قابيل 

و خطيئة و ذنب

قلب الصغير صار كهلاً 

مع أنني في عمر الورد 

لا ترجموني بأحداقكم ، و تنظروا إلي من عل 

قد كنت يوماً طفلاً 

يذهب الى المدرسة في الحي 

يشتري ثياب العيد 

يأكل الحلوى 

و الآن صرت شريد 

ذات حرب

نمت على وجعي..

فقدت الأهل، فقدت كل نصير 

فهل كان بيدي 

أن أختار هذا المصير ؟ 

صارت الشوارع أُمَنَّا

و حضن الأرصفة يضمنا

هل كان أن نعيش هذا الوجع 

يوماً و يوماً من جديد 

*******

لا ترجموني بذات الرصاصة 

التي قتلت طفولتي 

كل هذا الهراء..

لا يهمني، و لا هذي الحرب اللعينة

أخشى على الأمل أن ينتهي 

و لا أعيش 

طفولتي 

أن يسطر عمري 

اسطورة القسوة و الحرمان 

لا أهل لا أوطان 

طفلاً مشرداً يقتات على حلم 

بيت له عنوان 

***********

ما زلت طفلاً 

تذيقني الحياة كأساً من الخذلان 

و كؤوساً مترعة 

من الأحزان 

أسألك :

هل شعرت بالجوع يقرصك ، والبرد 

يأتيك كالعدوان 

طفل أنا 

أتسول الود و ما تجود به الأكف  

أقيم على حزني مأدبة 

أنتعل حجارة الطريق جيئة و ذهابا

و أسعى 

لأجل لقمة 

قد لا تسد الرمق 

لا تغني من جوع 

أتوسد كفي ، و بعض حلم 

علّي أستفيق يوماً 

على شمس و وطن 

لا يغريني  كل يوم 

بتذكرة سفر 


سمية الإسماعيل/سورية


تعليقات

المشاركات الشائعة