ما عدت حبيبًا: بقلم سمية الإسماعيل

 ما عدت  حبيباً 


مالي يقتلني، صوت في أذني

يدمي قلبي 

يرديني في بئر حزني 

و حبل نجاتي يخذلني..

يعجز أن يحملني، إلى حيث الشمس

كيفَ قدرتِ على إجهاضِ هذا الحب 

لم تعطهِ  حتى فرصة 

أن يرسم بلون الفجر، حلو  استيقاظ الورد 

خطوط الوعد، طعم الشهد 

بعثرتِ حولي كل تفاصيل الكون 

عبثتِ بالأنجم.. بالقمر ..باللون 

صارت كل الدنيا مرة

 بطعم الليل بلا قمرة 

يفتك وجداً بدقات القلب 

يا هذا ..أمقتكَ كثيرا

ما زال صوتك يحاصرني 

من كل جهات الأرض الست 

أكرهه .. 

اكره ما فيه من كذب 

أكرهك أنت أيضاً 

أتدري؟ 

سأمسحك من تاريخ حياتي 

 أغلق في وجهك أبوابي 

أقيم عزائي على قلبك 

أربط على صورك شريطاً أسود

أحرقها لتصبح رماداً أخرق

أنثره في البحر الواسع

أتظن أنك يوماً راجع؟

لن أبقي منك ولو ذكرى 

تستدعي خيبتي الأولى 

يكفيني

ما عشت من أرق، من حزن ، من ألم 

صار العمر قميصاً أسود 

يلبسني 

كالليل، ثقيلاً على قلبي، لا يرحل 

صيرتني جرماً 

لا يتقن الدوران إلا في فلكك 

إذهب !

فقلبي دونك قد أغلق 

روحي قد سئمت غدرك 

وصدري يختنق بغضاً من ألسك 

أتساءل في صخب جنوني من إثمك

ولجة حيرتي و الحزن القابع في صدري 

أأنا في حالة حب ؟

أم أني في حالة حرب 

لا أدري ..  إني والله لا أدري . 

***************

ما بين النار و بين الماء في الأعماق 

يرميني الحزن فوق الريشة و الأوراق 

أنمق بالسحر ، أنثر أشعاري

أهرب فيها منك إليك 

و أقرأ في كل مرة يأتيني طيفك

آيات، أعوذ بربي منك 

***************

يا نقطة ضعفي أنت، يا من كنت وطن القلب 

خنت العهد، بعت القلب

و كفرت باسم الحب 

أعوذ بالله من شركك 

يا أثقل  أوزاري ، و خطيئتي عند الله 

كي ترحل.. أتلو صلواتي 

و أدعو ربي 

أن يغفر لي ربي ذنب حبك 

أحارُ فيك و أتساءل 

أأنت     أنت ؟

أم روحاً أخرى سكنت  هذا الجسد ؟ 

روحاً مسخاً .. تقطر زيفاً 

تذكرني بأحزاني ، عنوة  يجتاح كياني .. يتقاذفني

بين المد والجزر ..يرميني في بحر الحيرة

أأنت صاحب ذاك الوجه الآخر ؟

يبعث فيّ اقسى كلمات الكره 

أسوأ ما خطت يدي 

في آخر سطر من شعري

قلبت كل معان الحب، صار السطر حبل مسد

شوهت روحي، و أجمل ما ضمت جنبات سنيني 

صِرتُ مخلوقاً آخر ، مختلفاً لا يشبهني

صرت من سخطي شيئاً 

يشبه الحنظل 

مجبول بالمقت و البغض

قد كنت قبل ذاك الحب أجمل  

كم تمنيت أن أنسلخ من جلدي 

لمسته يوماً يدك 

أطفئ النور في عين، يوماً بصرتك 

لن أكرر الذنب أبدا

اتركُ روحي تحترق من تجربتي الأولى 

لن أمنحك فرصة أخرى 

لأن الفرص تعطى لمن لهم في الضلوع 

قلب 

************

كيف استطعت أيها الصابئ عن ديني 

أن تقتل في قلبي الحب 

تنسل في عروقي، توغل في ثنايا روحي 

مستمرأً سفح دقات  القلب 

إرحل ..

فما عاد لك في خافقي  سكنى 

و ترجل 

عن صهوة حبي، لن ابقيك .. لا لن أقبل

قبل الرحيل 

تمهل 

أعد لي أنا الأولى 

فقد نسيتني عيناي ، و المرايا

تسألني 

هل أنا من كنت بالأمس؟ 

هل أنا من تحمل ذات النفس؟

كلا

أرفض هذي النفس الحنظل 

أعد لي قبل أن ترحل

نفسي الأولى، الأعذب و الأنقى

أرجع لي نفسي  الأجمل 


سمية الإسماعيل/سورية


تعليقات

المشاركات الشائعة