بعض ما حدث ويحدث: بقلم رعد الإمارة

 عابر سبيل(بعض ما حدث ويحدث )


١ (بنت طيبة )


ترفق بي وأنت ترميني أرضا ثم تسحقني، هكذا همست وردة الجوري الحمراء، وددت طمأنتها لكنها ضمت أوراقها أكثر عن ذي قبل وتمتمت:

_ ليس الذنب ذنبك،لكنه ذنب من قامت بهجرك، لم تكن بنت طيبة على أية حال!.


٢  (وسادة )


البرد شديد، لكن الأمر لم هكذا في الماضي، كان شالها القطني السميك يدفئ كلينا ونحن نلتصق ببعضنا، خشب المدفأة يصدر أصواتا ليس لها أول ولا آخر ،أما لهب الشمعة فكان يبذل جهدا لا بأس به لأنارة المكان، أقول لها، للمرأة المريضة التي سقط رأسها على كتفي:

_ دعيني أحضر وسادتك المفضلة عزيزتي.  يصلني صوتها الناعس الحلو:

_ كتفك هو وسادتي، فقط عليك أن لا تتحرك، سأغفو قليلا.  أتنهد وتنتابني رغبة لثم جبينها، لكني لم أتحرك كما أرادت، قبيل الفجر بفسحة كانت قد ماتت، هذه المرة أنا لثمت جبينها، مرة بعد مرة!.


٣ (هلوسة )


كنت غارقا في النوم، ساعات طويلة تفصلني عن اليقظة، هكذا تمنيت، مازالت أصابعها تتحسس غابة صدري، قلت لها:

_ أشعر بالخدر، أود أن أنام، كُفّي عن رسم الدوائر!.  يخترق إذني جرس ضحكتها ، ياله من حلم لذيذ، لكنه ليس حقيقي، ولن يكون!. 


٤ (موسم الوجع )


النوارس عن يميني وثمة البعض منها عن شمالي، فتات الخبز يهوي من بين أصابعي، تخفق الأجنحة قريبا من وجهي، ياإلهي، أنا لن أنتظر أحدا ولم أعد أرغب بمعرفة المزيد ، فكرت بأن النوارس قد تمسح شيئا من ذكراهم، لكن لا، مازالت يدها تحيط بخصري،أكاد أسمع صوتها وهي تصرخ:

- لاتنظر للأسفل، دع النوارس تلاحق فتات الخبز ،ستصاب بالدوار. أحدق فيها بدهشة، ياربي كم بدا منظر الخوف فاتنا في عينيها، أحيط بوجهها وأهمس من بين لهاثي:

- أبدا لن يحدث هذا وأنت معي!. لكنها رحلت، الأمر حدث في واحد من الفصول الأربعة، أظنه كان شتاءً، أنا لا أذكر حقيقة!.


بقلم/رعد الإمارة/العراق/بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة