العائد 2: بقلم تيسير مغاصبه

 قصة متسلسلة 

    " العائد "

        -٢-


سارا كلاهما معا صاعدا الجبل المطل على المدينة ،قال عواد :


-ماعليك الأن سوى نسيان كل مامضى في الدنيا   ،نحن أبناء اليوم ،لقد ولدنا من جديد؟


رد عواد ساخرا :


-لكن برائحة الموت النتنة.


-ما الذي  تنوي  فعله الأن ياصديقي؟


-لن أفعل شيئا.


-ألن تبلغ مارأيت؟


-لم أرى أي شيء ،ولن أبلغ أي شيء.


-لم تتغير أبدا ياصديقي بالرغم من رؤيتك اليقين؟


-كنت قد إخترت الموت للحاق بوردة ،لكن أن أعود أنا وتبقى هي فهذا منتهى الظلم .


-أن الله لايظلم أحدا ؟


-بلا لقد ظلمني.


وصلا إلى قمة الجبل لكنهما لم يريا أي أثر للعمران..لم يريا سوى الخيام المتناثرة هنا وهناك في صحراء قاحلة ..واسعة بلا نهاية، قال عواد  لامباليا لما يرى :


-يبدو أننا قد مكثنا طويلا في العالم الأخر ؟


قال عدنان:


-لكن ماذا حدث للدنيا بعدنا !!


-الله وحده يعلم بما حدث ،هل زلزلها..هل أعادنا إلى زمن الجاهلية ..هل دمر البشر الدنيا بأسلحة متطورة وأعادوه قرونا إلى الوراء؟


-لو كانت وردة في رفقتي الأن بلا شك سنكون بسعادة لاتوصف  بوضع كهذا.


نظر عواد إليه باشقاق وقال ساخرا:


-حسنا ماذا تنوي أن تفعل الأن بونها؟


-سأنطلق هائما في الصحاري  والوديان بلا دنيا ولا دين.


-يبدو أن طريقنا ليست طريق واحد ،أنا سأمشي في طريق الدعوة وتبليغ مارأيت،وأنت لازلت سائرا في طريق الضلالة وقسوة القلب ؟


-ماذا رأيت.


-مارأيته أنت وما رآه العائدون؟


-لكني لك أر شيئا.


-هذا شأنك.


-عموما أنا أرغب في الانفصال عنك لأني أفضل البقاء  وحدي .


-لك ذلك ،الوداع يا من كنت صديقي ..أنت تعيش على حب  وردة ،وأما أنا فأني أعيش في الحب الألهي؟ الله .


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *


لقد أحب عدنان  وردة حبا عظيما ..وربما تكون وردة قد بادلته حبا بحب ..قيل أن أهلها قد عارضوا ذلك الحب وأنهم أجبروها على الزواج من أخر ،وأنها ماتت بسبب الحزن ،وقد دفنت في تلك المقابر ..هو لايعلم أين مكان مرقدها لأنه كان طريح الفراش حينها بسبب الصدمة .لكنه لم يلتقي بها هناك ..وهو لايعلم لماذا  يعذبه الله في الدارين. 

مشى عدنان هائما على وجهه يقطع الصحاري والوديان باحثا عن ماينسيه حزنه ،رأى  من بعيد إمرأة تجلس قرب واحة ..قبل أن يصل إليها إقتربت منه فتاة على قدر كبير من الجمال كانت قد فرغت من شرب الماء وملأت  قربتها، 

ماأن تأملت مظهره ووسامته حتى إنفرج فمها عن إبتسامة واسعة فبدت أكثر جمالا وإثارة من قبل مم يدل على أنها لم تر أي رجل منذ مدة طويلة ،أوقفته متساءلة:


-أتريد شرب الماء أيها الشاب الجميل ؟


-لو أسقيتني سأكون ممتن لك .


كانت المرأة الأخرى في العقد السادس من عمرها وهي لاتزال نائمة تحت النخلة ،شرب عدنان الماء وقال :


-أسقاك ال............" لم يكمل الجملة فأستبدلها بكلمة مختصرة :


-شكرا لك؟


إقتربت منه أكثر كما وأنها تريد منه أن يمنحها قبلة مقابل الماء ،قال متساءلا بينما أنفاسه تلفح بشرتها العطشى:


-من تلك المرأة العجوز؟


أجابت بضيق  دون أن تلتفت إليها:


-أنها أمي ،يبدو أن الله يطيل بعمرها لتكتم أنفاسي،أخبرني من أين  قدمت وإلى أين تنوي الذهاب أيها الشاب الجميل؟


-لعلك لم تري مظهري ،حسنا أنا من العائدين أيتها الحسناء.


-العائدون ..أوووه...أذا أنت موجود وغير موجود في أن واحد..أي لايحاسبك المجتمع ..على... أفعالك القادمة ؟


إقتربت منه حتى كاد وجهها يلامس وجهه وتابعت:


-أنها الحرية؟


-ربما.


- يعجبني ذلك، والأن أخبرني ،هه ماذا رأيت؟


-لاأحب التحدث بهذا الأمر لأني غير مؤمن .


-غير مؤمن!!


-نعم.


-أبعد أن رأيت اليقين؟!!


-هذا شأني .


-أأنت مجنون!!؟


أفاقت الأم من نومها وتنبهت إلى أن إبنتها تقف مع شاب غريب فقالت ناهرة إبنتها بينما كانت تخفي وجهها بكفيها:


-لماذا تقفين مع الميت أيتها.............. ؟! 


"قالت كلمة بذيئة"


زفرت الفتاة وإنطلقت تجري عائدة إلى أمها ،وقالت الأم وهي لاتزال في ثورتها العارمة:


-أين أستطيع إخفاؤك  عن الجنس الأخر أيتها................؟


" كلمة بذيئة أخرى"

وتابعت:

-تتلهفين حتى على الأموات؟


قال عدنان في نفسه:


-يبدو أني سأحيا منبوذا بعد عودتي ؛كما كنت في السابق؟


هز رأسه أسفا ومشى متابعا طريقه. 


( يتبع....)

تيسيرمغاصبه

٥-١-٢٠٢٣


تعليقات

المشاركات الشائعة