استغلال: بقلم سالم سلوم

 قصة قصيرة 

💥  استغلال ؟

 في مخيم بائس  لا يقيها حرا ولا بردا، نزحت مع من نزحوا من هول حرب ضروس..

شُنت على بلادها.زورا وبهتانا، قتلوا البشر.. والشجر هدموا البيوت  والحجر.

شردوا الألآف. قبل حوالي عشرين عاما. ذلك الصحفي يحمل عدسته. يراقب عن كثب هنا يلتقط صورة وأخرى هناك.. يبحث عن المثير عن الشيء. الجديد، أخيرا وجد ضالته.يلتقط صورة لفتاة تجلس قرب خيمتها والبؤس يعتريها بثياب رثة، ووجه حزين نظرة عينيها كأنها تحاكي العالم بأسره..

  أما كفاكم قتلا..

و حروبا.

إتركونا وارحلوا...

(أيها المارون بين الكلمات العابرة)*

عودوا إلى دياركم، نحن لم نذهب إليكم، ولا نحب أن نقتل أحدا، دعونا بسلام،

نريد أن نعيش بكل بساطة، دون طمع، بلا زيف، 

وهذا يكفي تمنى هذا الصحفي أن يساعدها، لكنه لا يستطيع فهو ما يزال غرا في عمله، يوثِقّ الأحداث، ويُريّ العالم البشاعة في الحرب والجمال لبلاد بِكر مازالت في طور النمو، عندما يعود إلى بلده الغربي.. ينشر مايحلو له كان قد تعرف إليها. ومن أية مدينة، سجل في مذكراته عنوانها، وعاد...

تستمر الحرب، يقوم بنشر ما حفلت به عدسته من صور ووثائق، على صفحة إحدى المجلات المشهورة تصدرت صورة الفتاة الغلاف، لاقت تلك الصورة إقبالا منقطع النظير. وحشد كثيف على إقتناء تلك المجلة، اعيدت طباعتها مرات ومرات..

حققت أرباحا طائلة بالملايين من الدولارات.

أشتهر الصحفي من خلالها..

اصبح له مركزا مرموقا، في مؤسسته الإعلامية، طالت الايام ومرت السنين.. بعد إن وضعت الحرب أوزارها، قرر الصحفي العودة إلى وطن الفتاة، زيارة عادية، أراد أن يرى مابعد الحرب ماذا حل بالبلاد.؟

وان يطمئن على الفتاة إن كانت ما تزال  موجودة، والتي إشتهر من خلال صورتها، التي غزت أرجاء المعمورة آنذاك.

وصل إلى عنوانها بعد سؤاله عنها وبعد جهد كبير تفاجأ بها، سُر لأنه وجدها، حقيقة هي لم تعرفه.،كانت قد أصبحت امرأة ولديها زوج وأولاد، ولكن الحالة المعيشية بدت قاسية بعد الحرب، والبلاد تحاول النهوض من جديد،

عندما أخبرها تأملته قالت له لقد تذكرتك، أخذت لي صورة وأنا فتاة صغيرة يائسة بائسة. أعاني الحرمان، والتشرد والضياع.. وكل ذلك بسببكم من فعلكم انتم انهم قادة بلادكم هدمتم منزلي في ذاك الوقت. ودمرتم بلادي، بلا شفقة، بحجج واهية. أنتم كالسرطان حين يحل بالجسد،  طلب منها صورة جديدة، أجابته لا أستطيع أن امنحك ماتريد .فلدي زوج 

لن أقبل أبدا، بدون علمه ووافقت، انتظر عودة زوجها بفارغ الصبر أياما متتالية، لحين عودة زوجها، بعد إلحاح شديد ومحاولات عديدة إلتقط لها صورة جديدة، هنا تذكر ما حققته صورتها الأولى، من أرباح، وعائدات مادية وشهرة له.. حاول مد يده إلى جيبه لمساعدتها، عجزت يده!؟ 

 لأن اليد التي إعتادت على الحرمان، لا تعرف معنىً للعطاء، وقبل مغادرته قالت له..هناك أناس تبني أمجادها على خيبات الآخرين، أنت وبلادك.. سببها.

أمسكت تلك المجلة التي جاء بها إليها وعلى غلافها صورتها القديمة ورمتها في موقد تعد عليه الطعام حتى أضحت رمادا

وهو يتأملها مذهولا. 

وعند الله لا تضيع الودائع. 

      تمت وبالخير عمت.

          ✍️سالم سلوم. سوريا


تعليقات

المشاركات الشائعة