المستنقع جزء 14: بقلم تيسير مغاصبه

 "المستنقع"

قصة متسلسلة 

بقلم:

تيسير مغاصبه 

-١٤-


(الحلقة الأخيرة )

"ثورة الفساد" 


شعر كمال بأن الله لن يتقبل توبته بعد توغله في طريق الظلمات،

لكنه سيعود إلى الله ويتوسل إليه بأن يتقبل عودته ،وأن يتقبل توبته.

إغتسل ..أخرج القرآن المهجور في إحدى أدراجه..مسح عنه الغبار وأعينه تدمع،قبله ووضعه على صدره كما وأنه لأول مرة يعرف الله ،كان يشعر بأنه إبتعد  عن الله كثيرا.

فتح المصحف..قرأ بعض آياته ..رفع آذان المغرب ، قبل المصحف ثانية ووضعه على الطاولة أمام مقعده وتوجه إلى المسجد.

في آخر سجدة له  بالصلاة بقي ساجدا بينما دموعه تنهمر غزيرة..بكى توبة ..بكى خجلا..بكى خشية من الله.

البعض اعتقد أنه قد فارق الحياة ،

بعد ذلك نهض عائدا إلى غرفته ..جلس في الظلام يناجي ربه .. إرتفع رنين هاتفه ..حمل الهاتف ..نظر إلى شاشته ..كانت هي المتصلة ..أميمة ،

قال في نفسه "أعوذ بالله من غضب الله "

أوقف الرنين قبل أن ينتهي رنينه فعليا،

لحظات وسمع نغمة رسالة منها ..فتح الرسالة ..قرأها ،وجاء فيها" حسنا..لقد حذرتك كثيرا ياكمال وما عليك الأن سوى تحمل النتائج،اذهب إلى الجحيم "


*    *    *    *    *    *   *   *   *    *    *    *


عندما استعد كمال للتوجه إلى المسجد لأداء صلاة العشاء ،دخل عليه باتريك ..احتضنه وأجهش بالبكاء ،إحتار كمال بأمره ..ماذا يفعل الأن ،وهو لايريد أن يغضبه  بالتخلي عنه فجأة .

لكنه طلب منه أن ينتظره على مقعده الموجود على مدخل الغرفة ،وليبقى حالما يعود من المسجد للتحدث إليه .

خرج من الغرفة بينما  باتريك بقي في الداخل بل  جلس على حافة السرير ينتظر،

يتفاجأ كمال بالشرطة التي كانت تنتظره خارج الغرفة،

قيد بالأصفاد ..قال شرطي ضخم أسود :


-إخيرا وقعت يامجرم ؟


تلقى ضربة بالهراوة على ركبتيه أوقعته أرضا،

في تلك اللحظة خرج باتريك من الغرفة ..إحتضن كمال وأجهش بالبكاء وقال من خلال نشيجه:


-إلى أين ستأخذون كمال، خذوني معه،أنه صديقي ؟


ضحك الشرطي ضحكة وقحة مبرزا أسنانه الكبيرة الناصعة البياض وقال:


-وهذه قضية أخرى ،سوف تكون سعيدا معنا.


*    *    *    *   *    *    *   *    *    *    *


بدأ عبد الحميد في تنفيذ قراراته ،هدم السور وقص الشجر وإتباع سياسة الشدة

مع المعلمين والطلبة مستعين بطاقم الإدارة الجديد ،وبعض المعلمين الجدد.

أسبوع مضى على المدرسة فبدت كما وأنها مستعمرة من قبل قوة رهيبة ،

من جهة ثانية كانت الإتصالات والشكاوي ضد عبد الحميد مستمرة،وكانت حينها الشكاوي والتقارير السرية تكتب وترسل .

بالتدريج تنتهي جميع واسطات عبد الحميد سوى بتقاعدها أو سفرها ، ولم يعد له أي نفوذ .

أما الطلبة فتدنت علاماتهم كثيرا وإزدادت نسبة الرسوب.

حتى جائت إلى المدرسة لجنة الإشراف وكان يرأسها المدير السابق ،الفاسق، 

عندما رآهم عبد الحميد لم ينهض عن كرسيه من خلف المكتب ليجلس معهم على إحدى الكنبات ويجلس في مكانه رئيس اللجنة كما كان يفعل من سبقوه على ذلك المقعد،بل بقي في مكانه وطلب منهم الجلوس على الكنبات.

مما أثار ذلك التصرف غضب رئيس اللجنة وقال ساخرا:


-يبدو أنه يوجد الكثير  من التطور؟


 رد عبد الحميد :


-بالطبع كل شيء تعرفه إنتهى.


وقف رئيس اللجنة وقال بتحد وهو يقترب من مكتب عبد الحميد ويمسك عصاه كتهمة:


-عليك الكثير من الشكاوي ياأستاذ ؟


-تفضل ،ماالشكوة الأولى .


-لماذا تستعمل العصا ضد الطلاب وأنت تعلم أنه يمنع العقاب البدني في المدارس؟


-أنا فقط أعلم ماينبغي علي فعله.


-ههههههه يبدو أنك تعيش في كوكب أخر؟


-بل في كوكبك... السابق.


إستفز عبد الحميد المشرف عندما ذكره بأيام إدارته فقال :


-عموما إنتهى النقاش ،ماعليك الأن سوى سماع ماسأقوله ومن ثم القرار والقيام بتنفيذه، أولا قيامك بهدم سور المدرسة الذي كلف مبلغ وقدره بلا إذن مسبق،ثم قيامك بقص أشجار تجاوز عمرها الثلاثون عاما وبيعها...


قال عبد الحميد مقاطعا:


-لم ابع شيئا لقد تم شراء كاميرات وماشابه من لوازم للمدرسة ،وجميعالفواتير موجودة لدي؛هل ترغب بأن أطلعك عليها؟


-ومن الذي أعطاك أمرا  بفعل ذلك.


-أظن أني أخبرتك قبل قليل أني أنا المدير هنا وأنا الذي اعلم ما الذي ينبغي علي فعله؟


-أنت حولت المدرسة إلى وكر للبلطجة والإرهاب.


-إرهاب ،هههههه وفي السابق  ماذا كنتم تسمون إعتداء الطالب على معلمه،وماذا كنتم تصفون حرق طلاب للحية معلمهم؟


-إن حدث ذلك في السابق فأنه يحدث بسبب إستهتار المعلم نفسه.


-أعطني قرار الوزارة وبسرعة ،يبدو أن الحديث معكم فيه مضيعة للوقت؟


رد المشرف بغضب :


-مضيعة للوقت!حسنا تفضل.


مد إليه ورقة رسمية تحتوي على قرار الاستغناء عن خدماته . 

قرأ عبد الحميد القرار، وإبتسم وقال:


-هذا خير قرار تتخذونه، أتعلم لماذا؟


-.................


-لأنه من المستحيل تطهيركم يا أوغاد ؟


لم يجيبه أحد خصوصا عندما وقف، فقد أخافتهم قامته، وعرض منكبيه وعضلاته المنتفخة. 


*   *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *


من مركز الشرطة تم نقل كمال إلى مكان أخر ،ومن ثم إلى مركز أكبر، ثم قاموا باستعراض  قدراتهم في  التحقيق ،ووجهت إليه الإهانات المتنوعة و" نكش المخ"تمنى خلالها أن يصبح عود الثقاب الذي يحرق كل شيء ، كل شيء..ولايبقي على شيء أبدا.

وكان لغاية تلك  اللحظة   لايعلم ماهي تهمته ،يوخذ إلى السجن وبعد ذلك تتم إعادته إلى رئيس الشرطة في كل حين  ،أخيرا   يخبره رئيس الشرطة أن بأمكانه توكيل محام له لأن قضيته طرمى.. "أي صماء ،وذلك يطلق على المشكلة الكبيرة،أو الورطة التي يصعب حلها  "

كان كمال لايزال يحتفظ برقم وأسم محامي أمه "شكري عماد"ذلك المحامي الداهية ،وقام بتوكيله.

حضر المحامي ..جلسا معا ،سأل  كمال محاميه:


-ماهي تهمتي ؟


أخذ شكري نفس عميق من سيجارته ،وإبتلعه ثم ترك الدخان يتسرب من أنفه إلى الخارج بالتدريج وقال:


-في الواقع هي عدة قضايا لاقضية واحدة،أول قضية   هي موت الشاب الذي قمت بضربه على رأسه بهراوتك وهو داخل سور المدرسة ،وهذه التهمة أستطيع تخفيفها كونها كانت دفاعا عن النفس أمام شاب بلطجي معروف كونه يحمل سلاحا أيضا،أما تهمة باتريك فتلك ننظر فيها بعد  وصول تقارير الطبيب الشرعي ؟


-الطبيب الشرعي .


-بعد أن وصل الخبر إلى ذويه وعلموا بأنه يتردد عليك ،تم أخذه إلى الطبيب الشرعي للفحوصات؟


-.................


-أما القضية الأكبر فهي تحرشك بزوجة "................" لكن أنا سأبذل  كل وسعي لتخفيف الأحكام التي ستصدر بحقك في المحكمة؟


*   *    *    *    *    *    *    *    *    *     *    *


يعين مدير أخر للمدرسة ،ويتم بناء سورها من جديد،وزراعة أشجار جديدة ،يعود بعض الإداريين والمعلمين الذين نقلوا سابقا إلى المدرسة، وخلال فترة قصيرة تعود المدرسة كما كانت وأسوء.

أما عبد الحميد فيفتتح ناد رياضي في نفس المنطقة، فينتسب إليه الكثير من من كانوا يحترمونه وكانوا مؤيدين لسياسته؛ وقد تخرج على يده الكثير من الأبطال. 


*    *    *     *    *     *    *    *    *    *    *


يقابل كمال محاميه شكري في زيارته التالية ليخبره بأخر التطورات:


-بالنسبة للشاب الذي قمت بضربه على رأسه بهراوتك، إستطعت تخفيف الحكم فيها لأنها كانت دفاعا عن النفس أمام شاب بلطجي عليه الكثير من القضايا الجنائية ،كذلك محاولته استعمال السلاح ،أما قضية الطفل باتريك ،فبعد ظهور نتائج الفحوصات من قبل الطبيب الشرعي ،ظهر بأنه لم يتعرض لأي إعتداء جنسي، لكنك متهم فقط بالتحرش به،لكن بخصوص أميمة ،أن التهمة ثابتة عليك ،وماعلينا الأن سوى إنتظار تقديمك للمحاكمة.


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *     *    *


كان كمال يتخيل عادل أمامه وفي لحظة ضعف يحدث نفسه "ياترى لو بقي عادل إلى جانبي هل كان سيحدث ذلك كله ..لماذا طريق الخير دائما مسدود "

ثم يتراجع ويبعد صورة عادل عن مخيلته ويستغفر ربه.

بعد أيام يقدم كمال إلى المحاكمة ويحكم عليه مبدئيا بالسجن لمدة سبع سنوات،

وخلال فترة سجنه كان يستعين بالصلاة وقراءة القرآن والأذكار والصيام كل أثنين وخميس ؛لقد كانت عبادته أشبه إلى حد كبير عبادة من كان يعد نفس للموت .


( بعد سبعة سنوات )


لم يكن أحد يزور كمال طيلة أيام سجنه ،ولا حتى صديقه ومعلمه عبد الحميد، إلى أن أخبره السجان بأن له زيارة ،ذهب ليعرف من هذا الذي تذكره قبل الإفراج عنه بأيام قليلة،ليتفاجأ بأمرأة شديدة النحول تقف خلف الشباك ويبدو عليها الاعياء الشديد ،بل بدت كالمومياء،لم يعرف من هي إلا عندما بدأت بالكلام معرفة عن نفسها:


-بالطبع أنت لم تعرف من أنا بعد تلك السنوات السبع والتي كان من الممكن أن تطول إلى مالا نهاية لولا قرار بالتنازل عن ماتبقى من قضايا ملفقة إليك مني ،وتم الإفراج عنك بالافراج عنك ؟


توقفت لتسعل قليلا ثم تابعت:


-أيضا بعد  أن غيرني المرض ،أنا أميمة ،لم أستطع تبرئتك وإخراجك من سجنك في حينها لأن ذلك حتما سيؤثر على سمعتي ..أو بالأحرى سمعة زوجي ،لكن بعد أن عاقبني الله أشد العقاب في دنياي قررت أن أزورك وأن أخرجك من سجنك لعلك تغفر لي وبالتالي يغفر الله لي بعد كل مارأيته ،

أتذكر ذلك اليوم الذي ضعفت فيه بالرغم من جبروتي قبل سبعة سنوات ،حينها حملت بأحشائي ولد ذكر من صلبك ،كان زوجي في تلك الفترة قد هجرني وإتبع شهواته،وانصرف إلى الملذات، ولهذا علم أن ماأحمله بأحشائي ليس من صلبه ،فطلب مني إسقاطه، 

لكني لم أسقطه ..بعد ذلك توفي زوجي في ظروف غامضة ،بعده بسنة توفيت إبنتي بصعقة كهربائية ،ثم يلحق بها إبني بحادث سير؟


توقفت عن الحديث لتسعل من جديد ثم تابعت:


-ويبدو أن الله لم يكتفي بذلك بل أصبت بالمرض الخطير ..القاتل لأعيش مع الأنين منتظرة موتي ،قد تستغرب لماذا جئت إليك ..أن الذين فقدتهم مثل أولادي ..لكنهم ليس أولادي وإنما هم من زوجة  أخرى لزوجي توفيت بداء السل  ؛وأن زوجي قد تزوجني للمتعة أيضا ولم يكن يريد مني أولاد ،لكني  لم أعد أستطيع أن أعطيه كفايته من المتعة ..لأني لم أعد المرأة الجميلة الرشيقة،وصارحته بالحقيقة ،وأنه هو السبب في كل مايحدث، ولم أسقط حملي ..و..لأنه منك ..أصارحك ..لقد أحببتك..أحببتك بجنون ،

و...والآن لقد تعبت من الحديث لكني..سأخبرك أن إبنك موجود في مركز "ج.ع"لذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يعاني من  التخلف العقلي ..لقد قيد بأسم زوجي الذي كان سيقتله لو وضعته أثناء وجودة ،الأن لا أحد يعلم بأمر الطفل سوى أنا وأنت وصديقتي مديرة المركز ،وللعلم أن وصيتي مع مديرة المركز كتبت فيها تلك الحقيقة ..قد تحتاجها يوما .

والآن ..أرجو أن أكون فعلت ماينبغي علي فعله قبل ملاقاة الله ...لقد سميت ابنك وسام ،

والأن الوداع .


*    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *    *


يخرج كمال من السجن ،ولأول مرة يشعر بأنه يوجد شيء ليعيش من أجله ..شيء بعيد عن خبث الناس وشرورهم..إبنه. 

فتح باب شقته ..رأى كنبته ومكتبه وسريره ،بقي واقف ساعة بأكملها دون أن يتحرك ،خلالها عاد من أمامه شريط حياته منذ البداية ؛مارا بجميع الأحداث السابقة ،عادل أو الشيطان،باتريك، منى ،صديقه عبد الحميد، الطلبة، الشرطة،وأخيرا أميمة .

تذكر كل شيء ..و...كره كل شيء ..حقد على كل من رآه في الماضي ..حتى الذين أحبهم..أو الذين أدرك الأن أنه لم يحبهم بل كان معتقدا بأنه يحبهم،

سقط على ظهره ..تأمل سقفه من جديد ،ثم دخل إلى الحمام.. أخذ حمام طويل كما وأنه يريد أن يزيل قذارة سبع سنوات في السجن وماقبله .

عاد بلا ناس ..بلا أهل ..بلا أحبة..لا أصدقاء ..عاد غريب في وطنه . 


*    *    *    *    *    *    *    *    *     *     *


في الصباح الباكر أستقل عربة وتوجه إلى مركز "ج.ع" لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وكان يتخيل ابنه وسام وهو يقف أمامه وثم يجري إليه صارخا بفرح "أبي ..أبي " حينها سيضمه كمال إلى صدره ولن يتركه أبدا. يحتضنه ويضمه كمال بقوة إلى صدره ،وصل إلى المركز.. سأل عن مديرة المركز..طرق الباب ..سمع الإذن بالدخول ..دخل، قال :


-مرحبا ؟


نظرت مديرة المركز إليه نظرة مطولة ..قال :


-أنا ...


قالت مقاطعة :


-أنت كمال ،أعرف تفضل ؟


-في الواقع ...


أيضا قالت مقاطعة وإبتسامتها الرقيقة لاتفارقها:


-بخصوص وسام أعرف ..سبحان الله ..أنت صورة طبق الأصل عنه  لولا أن وسام .....ماذا تشرب ؟


-لاشيء فقط أريد رؤيته.


-بارك الله بك ،قلة  من هم من أمثالك ياسيدي؟


-عفوا لست سيدا لأحد .


-أن وسام غريب الأطوار ،حيث أنه يرغب بمشاهدة شروق الشمس وغروبها، وبالرغم من إعاقته العقلية فهو يهوى الرسم ،ويرسم لوحات معبرة،مدهشة ،كما أن له قدرة عجيبة إختص بها  في مزج الألوان بطريقة لايمكن وصول أحد إليها، ماشاء الله؟


-...............


-الأن هو في الساحة وحده ..أن له معاملة خاصة لايجوز  أن ندع أحد  يسبب له أي إزعاج ..تفضل ياأستاذ؟


وقفت المديرة أمام الستارة ..فتحتها  وقالت :


-ذاك هو ..تفضل أنظر؟


نظر كمال من النافذة ،خفق قلبه بشدة ،سار مسرعا ثم


خرج  متوجها إلى الساحة ..كان وسام قد تاركا   جميع الألعاب التي في الساحة  ووقف يتأمل أغصان الأشجار وهي تتمايل مع نسمات الصباح ،ويراقب العصافير بينما كانت تتنقل من شجرة إلى أخرى. 

إقترب منه ..مسح على شعره ،لم يستدر وسام لينظر إليه فقد بقي تركيزه نحو المشهد ،قام كمال بحركة إلتفاف بطيئة ووقف أمامه ..كان وسام جميلا جدا..وجه يشع نورا وكان يضع أصبعه الإبهام المختلط باللعاب الغزير في فمه ،جثى كمال على ركبتيه ..مد ذراعيه يدعوه إلى  احضانه ..عندما بقي وسام واقف  لم يحتضنه قام كمال باحتضانه وأجهش بالبكاء .

وقال من خلال نشيجه "أنت ضحية خطيئتي يابني"

من النافذة كانت رئيسة المركز تتابع هذا اللقاء   فتمسح دموعها و تهز رأسها أسفا .


      ( إنتهت القصة)

تيسيرمغاصبه 

١٩-١٢-٢٠٢٢

الساعة السابعة مساء


تعليقات

المشاركات الشائعة