عابر سبيل (نساء في مهب الريح)

 عابر سبيل( نساء في مهب الريح )


١  (أذهبي بعيدا )


كاد ذقنها الحلو يمس طرف المائدة وهي تواصل الانحناء،قالت النادلة :

_بماذا يمكنني أن أخدمك؟. ياربي العزيز، يا للبنات الجميلات،قلت وأنا أبحث عبثا عن علبة سجائري:

_فقط أذهبي بعيدا. 

- لكن لماذا!. 

_ حسنا، لأن قلبي الصغير لايتحمل.


٢ (متحكمة )


الثانية بعد منتصف الليل، لم تتصل أو تبعث برسالة، أظن أن لاموعد غدا، هذا جيد،سأنام ملئ جفوني، لا أدري كم مر من الوقت، يا إلهي، رنة الهاتف كادت ترمي بي خارج نطاق السرير،انتابتني الدهشة، إنها هي ،قلت:

_ نعم عزيزتي، هل حدث شيء، هل أنتِ مريضة؟.

_ نسيت موعدنا حبيبي، أنا آسفة، سأنتظرك في ذات المكان. 

_مهلا، أصابني انتظار اتصالك بالأرق، إنها الرابعة فجرا،لم أنم جيدا.  كدت أبكي وأنا أقول ذلك، همست بصوت بارد:

_لا يهمني، سأنتظرك، بأمكانك مواصلة النوم على كتفي!. رحت أحدق في شاشة الهاتف، حانت مني نظرة صوب سلة المهملات، قبل أن اطوح بالهاتف جاءت رسالة:

-حبيبي لا تنسى.


٣ ( خوف )


قالت:

_إنساني. قلت:

_كيف!. ردت بسرعة وكأنها احتفظت بالجواب في رأسها:

_ مثل أي شيء نسيته. 

_لكني لم أنس شيئا، لست من هذا النوع.

_حقا!. قالتها وهي ترفع أجمل حاجبين يمكن أن ترفعهما امرأة، أغمضت عيني، ياترى هل نسيت شيئا،هززت كتفي :

_ لا أظن، أنا لا أنسى، وأنتِ مجنونة. 

_ربما أكون مجنونة، لكن هل يذكرك هذا اليوم بشيء ما!.

_أوه يا لغبائي، أنه عيد ميلادك اللعين. 

_ تبا، ماذا قلت، أعد ما قلت بسرعة. 

_ لا شيء، عنيت أنه عيد ميلادك العزيز!.


٤ (  مفاجأة )


لم تكن تشعر بالغيرة، هذا الأمر بل هذا الفعل القبيح منها كان يغيظني، لطالما تعمدت التحديق في الآخريات حين كنا نسير معا، حتى أني كنت اتمتم مع نفسي بكلام ليس له أول ولا آخر، كانت تبتسم فقط وقد تهز رأسها، هذا أقصى ما كانت تفعله! يابنت لما أنتِ باردة وكيف لا يفلت زمام أعصابك وأنا اغازل النساء أمامك، كنت أود أن أصرخ بهذا الكلام وغيره، العجيب وكأنها تقرأ أفكاري، أذكر إنها التفتت صوبي وهمست ببرود 

_لا تحاول، غيرك فعل ولم ينجح!!.


بقلم/رعد الإمارة/العراق/بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة