اذينان: بقلم ابوالقاسم محمود

 -أذينان :

تتناهى إلى مسامعي رغباتك ، أنفذها على عجل حتى لا تتغير الأولويات !! و قبل أن تبرد أمانيك  آتيك  بأطباق اللحظة ساخنة على شكل أضلع  فوق المشواة !! ولأن نبل الغايات يحتاج نبل الوسيلة أبتاع باقة ورد كهدية صباحية لأوقع عقد توأمة بين خاطرين .. أحاول البحث بين المفاهيم عن لغة قادرة على تجويد محاصيل اللقاء ، وحين تتعرى أحرفي ويصيبها صقيع الرفض ، أبحث لها عن قماش يوقف رعشتها، أسعفها ببعض الأقوال المأثورة  وقصيدة شعر ، وعبر رباطة جأش مصطنعة ، أزرع بؤبؤي في سواد أحداقك ، أفتش في تفاصيلك عن نقطة ضعف لأمرر عبرها خطاباتي نحو البطين،أرفع شارة النصر وأدعو الفراشات والحمائم لمأدبة حب في طور النمو ، وحين أصمم على الضغط على زناد الكلمات يخاصم فؤادي  ترجمانه ، يبنى لساني على السكون، ترتجف شفتاي، تصطك أسناني بفعل الخوف  !! أداري فشلي بجحوظ عيناي متظاهرا بنصر مؤزر ، أبلع ريق الهزائم عساني أبلل حبالي الصوتية !! أفشل ، أغادر عيونها ، أتشبث برغبتي في البقاء ما بين ضلوعها في سري ، وحين تصير المسافة بيننا بمقدار ضلعين ، أطلب ضلعها الأعوج بعد أن أكون قد نزعت إحدى أضلعي ، أزرع في مقدمته شريحة تضم مطالبي وأترك لهما متسعا للبوح عبر لياقة لغوية يقويها الغياب وتضعفها العيون الناعسة !!

تضع الحرب أوزارها وفق تفاهماتنا ، نغنم وطنين على قلب واحد ، نغير أسماء عاصمتينا نحو منطقة حدودية حيث تكثر الجاذبية بين شغاف الأفئدة ، نبدل شكل  العملة الوطنية !!

وحين يأتي الدور على وزارات السيادة نغادر أنصافنا للمربعات الأولى بكل بجاحة!! تفشل ديبلوماسيتنا المعطوبة في رأب الصدع بين الأوردة!!

  كلما اشتدت  الخلافات غيرنا خرائط الوطن ، قسمنا الكعك كعكين وبحثنا عن ثالت عبر شحذ همم النعرات !! وما بين قطعنا المتناثرة زرعنا خرائط الألغام ليستمر نزيفنا ، ومزقنا كالموت أواصر الحنين بين أطراف قيل إنها بترت من أجل المنفعة العامة !!  

نحول مخصصات السعادة لميزانيات الحرب ، نقلص من متطلبات الغذاء لنسد عطش وزير الدفاع ، نسمح في الكماليات التي اعتدناها بين فينة وأخرى لنعزز أنظمة الدفاع بصنف متطور من المضادات ، نبني سجونا بعدد كرياتنا البيضاء يكون قادرا على ردع حركات الرفض التي قد تدب في ثنايا الجسد !! نصنع من ذواتنا عدوا وهميا يقع عليه الإجماع القسري.. نعد العدة لنرهبنا.


-3نونبر 2022

أبوالقاسم محمود


تعليقات

المشاركات الشائعة