(عابر سبيل) بعض ما يحدث في الشتاء: بقلم رعد الإمارة

 عابر سبيل(بعض ما يحدث في الشتاء )


١  (أميرة الثلج )


مثل أوراق الأشجار في فصل الخريف، كانت ندف الثلج تحلق بصورة عجيبة قبل أن تغطي وجه الأرض والتي كانت في وقت مضى معشوشبة، قلت مع نفسي:

_ الآن بوسعي قضاء شطرا كبيرا من النهار الكئيب هذا في تأمل الأشياء، علي الأنتظار فحسب، ريثما تعود أميرة الثلج. لا أدري لم غفوت في مقعدي الهزاز، لكني فعلت، لم تكن ضجة كبيرة التي ايقظتني، وجدت البنت التي اربكت حياتي تجلس في وسط الثلج وهي تكور كرات ثلجية وترمي بها صوب النافذة، يا إلهي كم بدت حلوة ومتعبة وهي تخفق في التصويب! قلت لها وأنا أطرد عن عيني بقايا النعاس الشتائي اللذيذ :

-يا بنت ستمرضين، من سمح لك بالجلوس هكذا، قد تتعرضين للصفع مني، سترين حين تدخلين.  أتذكر أنها لم تدخل، الذي حدث أن رعدة عنيفة هزت جسدي، كانت ندف الثلج ما زالت تواصل عملية الهبوط، أما البنت، حبيبتي التي ماتت في الشتاء الماضي فقد ظل مكانها الأثير حيث صوبت بصري فارغا وخاليا إلا من كف وهمية ظل تواصل التصويب دون فائدة!.


٢  (رجل المطر )


التفتتْ صوبي حين اجتزنا بوابة متنزه الزوراء الكبيرة، قالت وكتفها الحلو يرتطم بكتفي:

_علينا الإسراع قليلا، ستبتل ثيابنا حبيبي.  كنت الهث وأنا أحاول إخفاء ذلك خلف ضحكة بلهاء، قلت:

_ما دمت معي فأنا لا أهتم بأي شيء ما قد يحدث . 

_ مع ذلك فعلينا الإسراع، لا أود أن تهاتفني فيما بعد لتقول بأنك مريض.  أمسكت بأصابعها، فكرت بأن أقبل الأنامل الطويلة الباردة ،وكأنها شعرت بما يجول في صدري، قالت وهي تخطف أصابعها من حضن كفي:

_يدك دافئة، قد أدفع بعض سنين من عمري لو خبأت نفسي بين صدرك ومعطفك.  ياه،كم بدت محمرة وفاتنة قسمات وجهها وهي تقول ذلك، همست بسرعة وأنا أجذبها صوبي:

_تعالي عزيزتي، مهلا ريثما أفتح أزرار المعطف.  كان بوسعي أن أسمع ضحكتها الطفولية وهي تهمس:

_كنت أمزح معك حبيبي. لم اعبأ بحذائي وهو يغوص في البركة الصغيرة التي صنعها المطر، كان بوسعي البقاء متبرما حزينا هكذا لولا إنها خالفت شريعة الخجل، وجدتها تهرول وتحتضن معطفي والجسد على حد سواء، همست بل ماءت مثل قطة وجدت ملاذها:

_لا أطيق حزنك أبدا يا رجل المطر. 


بقلم/رعد الإمارة/العراق/بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة