عابر سبيل (بعص خيبات الآخرين)

 عابر سبيل (بعض خيبات الآخرين )


١  (مواساة )


بكاء بعض النساء على صدري لم يعد ينفع، فعلى الرغم من أني لم أكن ولدا وقحا، لكني بالمقابل فشلت بأن أكون مواسيا جيدا، كنت أكتفي بهز رأسي كلما بدأت احداهن بموالها المعتاد، خيانة الرجل!.


٢ (حبل المودة )


للمودة حبل، أحدهم فعلها أخيرا وقطعه، كان بوسعي قضاء النهار بطوله وشطرا من الليل وأنا اردد مع نفسي يا إلهي يا إلهي، لكني عوضا عن ذلك وحتى لا تنهمر دموعي بشكل عجيب، تشبثت بالطرف الآخر منه وجذبت بقوة، الآخر لم يفهم رسالتي ربما، أشاح بوجهه مرة ومرتين، قبل أن يغيب في زحام العابرين!.


٣(عازف الليل )


وددت لو كانت أكثر نبلا وهي تطلب ذلك بلسانها، قالت دون أن يرف لها جفن:

_سأهجرك يا عزيزي. أتذكر أن عود الثقاب ارتعش في يدي  قبل أن أفلح في إشعال سيجارتي، وانا أحدق في وجهها ذي التقاسيم الباردة، كنت أفكر بماذا عساني أرد، في الحقيقة كانت مفاجأة شلت تفكيري، تمتمت لها أو لنفسي فأنا لا أدري:

_ما رأيك بأن نبحث ذلك في المساء؟.

_ وما الفرق، تعرف أن الليل يجلب المزيد من التعاسة لواحدة مثلي تبكيها موسيقى عازف الليل، سيكون هذا أول شيء تفعله حين يحل المساء، لقد ضقت ذرعا بموسيقاك الحزينة. 

_أوه، سامحي غبائي، ظننت أن تمايل رأسك الفاتن ما هو إلا اعجابا بأنسياب اللحن. 


٤  (أصوات )


مسحت على ربطة عنقي، حدث الأمر حين كنت أحدق في المرآة، للحظة وأنا أواصل تحسس ربطة عنقي خيل الي إنها تنحنحت قبل أن تهمس:

_إلى اليمين قليلا، نعم نعم، هكذا أفضل. قطبت حاجبي، يا إلهي، حتى ربطات العنق بدأت تتكلم، أم أن الأمر لا يعدو واحد من تخيلاتي العديدة، قبل أن استدير كان الصوت واضحا هذه المرة، ياه المرآة أيضا تتكلم، قالت بصوت عميق:

_شاربك يحتاج شيئا من التشذيب.  ما أن لمست طرف شاربي حتى تناهى لي بأنه في سبيله لقول شيئا ما، اخفيت فمي وشاربي بكف يدي وهرولت مبتعدا، كان ثمة أصوات تتبعني وبعضها يضج داخل رأسي، الكل كان يتمتم بكلام ليس له أول ولا آخر.


بقلم/رعد الإمارة/العراق/بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة