أنا وسيارتي 2/2: بقلم رعد محمد المخلف

 أنا وسيارتي ج2

******************************

جلسنا أنا وزوجتي في صالة العرس ننظر الى فرحة العريسين ، ونتابع رقص الراقصين من اهل العريس .

كانت زوجتي عابسة الوجه طوال فترة جلوسنا لأنها لم تكن تحب أم العريس ، أما أنا فكنت انظر الى ( الدبيكة ) بعيون ساهمة وفكر مشغول ، عن كيفية خروجنا من العرس بعد انتهاء المراسيم ، وعدم الحرج امام المدعوين ، إذا لم يشتغل محرك سيارتي العنيدة .


انتظرت خروج كل المدعوين ، واقتربتُ من العريسين متمنياً لهما حياة زوجية سعيدة ( في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه بنسبة 35 ساعة في اليوم الواحد ).

اقتربتُ من سيارتي التي فهمتُ من نظراتها الخبيثة أنها قد خبأت لي مفاجأة سارة ، متوعدة إياي بموقف محرج منقطع النظير . خاصة ان العريسين والاهل  أصرّوا على مرافقتنا حتى باب السيارة ، احتراماً لنا أنا وزوجتي التي لم يفتَرّ ثغرها عن ابتسامة واحدة ولو عن طريق الخطأ.


طلبتُ من زوجتي همساً أن تقف خارج السيارة حتى أدير المحرك من جهة، ورفعاً للحرج عنها من جهة أخرى . همستْ لي السيارة : لن أعمل يا صاح .


قلتُ : لا تحرجيني هذه المرة ، وسأنفذ كل رغباتك ، فقط هذه المرة .


- لا لا لا .لازلتُ غاضبة منك لأنك لم تشربني من البنزين عالي الجودة اليوم . لقد رجوتك ان تفعل , لكنك جَرّعتني بنزيناً رديئاً حتى أن أمعائي كادت أن تنفجر.......<< وليتها فعلت>>


- نعم أنا آسف لن أكرر فعلتي هذه ثانية . فقط هذه المرة يا عزيزتي .


كان الجميع ينظرون إليّ وأنا بداخل السيارة مستغربين تأخري بتشغيل السيارة ، ولهذا عقدتُ العزم وقلتُ لها بحزم غير مسبوق : اقسم بكل مقدس انني سأنتزع قلبك اليوم ، وأجعلك بدون إطارات لتزحفي كالأفعى على بطنك .


نظرتُ إلى زوجتي التي وقفت بجانب السيارة مُحمَرّة الوجه والمختلط بالعبوس والخجل مما يحصل ، خاصة أن المودّعين لنا أصروا إصراراً غريباً أن لا يرحلوا من هنا حتى نرحل .

قلتُ : ولسوف ترين إيتها البلهاء مع من تتبارين..! ِ 


- لااااااا. ضع المفتاح وادر المحرك .


- سيارة لا تفهم إلا  بالتهديد .

ادخلتُ المفتاح في دارة  التشغيل ، ودار المحرك .

سمعت زوجتي صوت المحرك، ومن شدة فرحها زغردت ، وزغرد معها أهل العريس.

اقتربتْ ام العريس من زوجتي وقالت : كنتُ أعرف أنك طيبة القلب ، وستفرحين لفرحي ...!

تموز 2016


تعليقات

المشاركات الشائعة