يوميات طبيب في الريف 1/3: بقلم رعد محمد المخلف

 🔥قصة قصيرة


يوميات طبيب في الريف 1/3

دخل برفقة زوجته الى غرفة الطبيب، والمرأة تكاد ألّا تتحرك . ألقيا التحية على الطبيب وجلسا أمامه حيث بادر  الى سؤال المرأة :

- مما تشتكين يا سيدتي ؟

فردت ردّ الذكي الواثق :

- اذا قلتُ لك مما أشتكي، فما الغاية من مجيئنا اليك؛ انت الطبيب وعليك ان تكتشف ذلك بنفسك...؟! 

نظر الطبيب إليها بلطف وابتسم ثم قال :

- معك حق فيما تقولين، ولكنني سأوجّه اليك اسئلة وعليك فقط أن تجيبي بنعم أو لا ... هل يمكنك فعل ذلك ؟

أومأت برأسها علامة الموافقة وزوجها ينظر بإعجاب شديد إلى زوجته الذكيّة، وبعد عدة أسئلة وجّهها  الحكيم اليها، اِلتفتَ إلى زوجها وقال :

- زوجتك تعاني من فقر بالدم، عليك أخذها إلى مخبر التحاليل وإجراء اختبار لعيّّنة من دمها حتى أصف لها الدواء المناسب ..!

قفز الرجل من مكانه في الحال وقال لزوجته وهو يمسك بيدها:

- اجلسي هناك في صالة الانتظار ريثما آتي بالتحليل ...! وخرج مسرعًا باتجاه الشارع، فما كان من الطبيب إلّا أنْ لحقه واستوقفه قائلا : إلى اين تذهب..  ؟! 

- إلى مخبر التحاليل الطبيّة  كما أشرت علينا .

- وما الغاية.. ؟!

- إجراء فحص لعيّنة من دم زوجتي ...!

كاد الطبيب ان يصاب بالفالج حينما سمع ما يقوله الرجل ، فقال له:

- كيف ستُجري الاختبار وقد تركتَ زوجتك في العيادة ..؟! ومن أين ستجلب عيّنة الدم..  ؟! هل ستشتريها من الدكان.. ؟!

ابتسم الريفي وفهم ما قصده الطبيب وقال :

- عذراً أيها الطبيب ...! أنت على حق. عليك أن تعتاد على هذا، فنحن أناس بسطاء نتصرف على الفطرة، اخت زوجتي في السوق قد أصطحبها معي إلى مخبر التحاليل، وهي ستقوم بالواجب .

خرّ الطبيب مغشياً عليه ...


✍️ رعد محمد المخلف


تعليقات

المشاركات الشائعة