لماذا الغيث يطيل الغياب: بقلم ابو القاسم محمود

 لماذا الغيث يطيل الغياب:

لم أنم يا رفيقي، لقد كنت أمسح دمع الليل بمنديل الغياب، وأعزي صخور الرصفة في محنتها ، 

كنت أودع كبرياء القمر في مرحلة ٱنحنائه !! 

يا صديقي أتطلب مني أن أضحك ؟! 

ألا تفهم أني كنت في مأتم ليلة أمس!!!!! 

وكنت مشغولا  أطبطب على ضهر قطتي الرقطاء 

 أناولها رغيفا ممزوجا بعصير زيتون وقطعة جبن !!

وحتى تنام ملء جفونها، وعدتها بفارس أحلام بعد العدة!!

آه ، حتى القطط الصماء تحفظ ود سلالتها 

وتقيم الحد على أنفسها، وتنكس الأعلام حدادا على فقد خليل !!

أثارني كيف اليمام  يحلق أسرابا ويقتسم فتات الخبز، وكيف يتفق الحمام على لحن النغم !! 

وسألت نفسي كيف يميت الناس الناس ؟!

 وكيف تجيء  كلاب الحي بفرائسها لتقتسم اللذة مجتمعة على شرفات نوافذنا؟!

 هل كانت تعلمنا دروسا في معاني الإنسانية ؟!

 ولماذا تترك أرض الله الواسعة وتدخل في نطاق رؤيتنا ؟! هل كانت تطلب منا التحلى بأخلاق الغابات حين فقدنا طبائعنا البشرية !؟

لم أكن أعلم يوما أن بعض زوار بيوت الله أشد نفاقا من مرتادي حانات الليل،  وأن مراسيم رمي الجمرات لا تحتاج لهذا الطريق الشاق!! فهنا الشيطان يجلس في الصفوف الأمامية يتعلم خاصية تمويه الرب، ولا يفهم أن الله يعلم خافية الأنفس!! 

لم أعلم أن كثيرا من السجد تنقصهم أخلاق الخمر !!

يا صاح : كل كنوز الدنيا لا تساوي لحظة صدق

و يا باحثا بين ثقوب الفجر عن شهادات إيمانية 

انا لا أبيع صكوك الغفران !

ورغم أني لا أقرأ دوما ورد المساء 

فإني صرت أفهم اليوم لماذا يغيب المطر.

-7شتنبر 2022

أبوالقاسم محمود - المغرب


تعليقات

المشاركات الشائعة