مع سبق الاصرار: بقلم ابو الغالي

 مع سبق الإصرار:

عدت من عملي متعبا ، دخلت دون أن أكلم أحدا !! توجهت نحو مكتبي الصغير ، أمسكت قلمي والمسودة .. تزورني بين الحين والآخر فكرة مرحب بها فأفرش لها أوراق دفاتري وأدعوها لتقاسم كوب قهوة على هامش الأوراق ..  كان إبني غير بعيد يرمقني !! يتساءل لماذا أمنح جل أوقاتي لهذا المحراب وأحرمه من وقت يحتاجه أكثر  ، أحسست في عينيه و من نظراته بغيرة تختزن حقدا لهذا المكان ..  حرصت على النوم مبكرا حتى لا أفلت عملي صباحا ، وأنا أغط في نوم عميق ، تسلل إلى مكتبي ، بعثر الأوراق ، رمى أقلامي تباعا في حقل مجاور .. فاضت أقلامي بألوانها على الأرض فأنبتت قصيدة في بحر الوافر باللون الأخضر !! أينع  فيض الأحمر  أقحوانا ، خرجت من رحم الأسود قصة  لم تكتمل أطرافها  !! وبين نزيف الأقلام وقصتي تهت بين الإسعافات الأولية ..  ، إتصلت على الوقاية المدنية لوقف نزيف أقلامي ،  وحتى لا يذبل الأقحوان سألت بستانيا متخصصا عن موقع أفواه الورود لأقدم لها قبلة الحياة ، وبين وليد ينزف وحفيد يقارع الموت حملت قصتي على عجل لمستشفى الأنابيب لتكمل فصولها بين الخدج ورحت أجمع أشتات المداد السائل ، أنزع حقنة من أقلام ما طالتها أيادي إبني ، أقصد بنوك الدم بحثا عن فصيلة ناذرة تعطي ولا تأخد .


تعليقات

المشاركات الشائعة