نشرة أخبار الرصيف: بقلم رافع الفرطوسي

 (نشرة أخبار الرصيف)

جاء الصباحٌ

والكون مذياع كبير

تُذاع عند بيتِها..

آخر أخبار الرصيف

خالية من ذكرها

مسلوبة العبير.

تُنذرٌ من نهارِ غربةٍ مطلعه مُخيف

في شارعِ الرماد الذي كان أسمه :

بوابة السعير

نشرة محجوبة عن الضياءِ والشهيق

يردد الرحيل,

أخبار فجر آخر وحيد

قد بات سكرانا على بابِ الصعيق

والصوتُ ذات الصوت يا سحابتي

رذاذ هجرٍ يُغرق السعي ويحتل الطريق

والبحرٌ نفسُ البحر  فيه موجتي

لا تأتي من سطحٍ ولا فجٍ عميق

وبين هذا الفيض وذلك الطوفان,

عطشُ يكبر في صدري وألقاني غريق !

هكذا..

مرَ صبحُ على  بابِ بقايا عُزلتي

حتى احتضنتُ وحدتي

حتى شككتُ فيَ , وفي وجودي

حتى ظننتُ انني أعمدٌ أن تبقى قيودي.

*************************

سلَم النهارُ المفاتيحَ وفرَ من كل الحواسِ

و استسلمت شمس كل الناس ,

لموجة النعاسِ.

وحمرة ( الفضاء) بأخباركِ الاخرى تُبشرني

بأيامكِ الاخرى تذكرني

وكل ما بين يديَ الان يا أنتٍ : غروب

وأنا , لا أملك حتى سعرَ تذكرة الهروب

ثم ان الليل قد ( جنَ ) كما اعتاد معي

أعاود الحسابَ والعد كصرافٍ فقير

في كفه الخير وفي احشائه الجوعُ يسير

أًحصي النجمَ والآلام وقد أنسى..

ولا أنسى الذنوب

ثم يمضي الليلُ نشواناَ الى خمارة الحي الكبير

يحتضنُ الدكة كُرهاَ , وبقايا الحاضرين

ويرتقي فوق الرؤوسِ منشداَ :

اني أنا الليل تروني موجعا..

و أنا أراكم ظالمين.

اني أنا الليلُ , ظلام

لكنني أوضحً منكم وجهةَ يا تائهين

يا عاشقين

ثم ينهي الأنشودة العصما ونحو الباب يحبو

و يترك الأحلام صرعى صائحاَ : للبيتِ ربُ

يرجع للدربِ الذي قد جاء به من حينا العتيق

يٌسلم المفتاح للفجرِ الذي..

قد بات سكراناً على بابِ الصعيق

ويرفع الراية البيضاءِ ..

للهجرِ الذي احتلَ الطريق .

رافع الفرطوسي

البصرة 2022


تعليقات

المشاركات الشائعة