فراشات الجليل: بقلم حسن أحمد الفلاح

 فراشاتُ الجليلِ 

أأنا أحيا على أجفانِ شوقي 

كي أغنّى للنّدى أوتارَ عشقي 

مع فراشاتِ الجليلْ 

ثمَّ أحيا مع حبيباتِ المطرْ  

كي أمدَّ العشقَ من قوتِ البقاءِ 

جمرةً للقلبِ من شمسِ الأصيلْ 

أأنا أهدي لشهدِ الأرضِ نهراً 

من تعاريجِ الوترْ

يصدحُ البلبلُ يوماً 

في مدادِ الخلدِ أنفاسَ الصّهيلْ 

ألفُ عامٍ ربّما ألفينِ نحيا 

في جذورِ الأرضِ من جمرٍ سَقرْ

أأنا أهدي إلى الأشواقِ من رملِ المخيمِ 

صورةً للفجرِ من رحمِ القبيلْ 

ها هي الأكوانُ تحيي من نواميسِ القدرْ 

صورةً للأقصى من همسِ الخليلْ 

لجنودِ الأرضِ نحيا في نجومِ الليلِ 

من وحي القمرْ 

وعلى أسوارِ أرضي تحملُ العنقاءُ 

جمراً من تعاويذِ الحجرْ 

كي نغنّي كعبةَ الثّوّارِ في أرضي الهديلْ 

ها هنا أنوارُنا تحكي اللظى 

بينَ جمرِ الأرضِ في عسرٍ وزرْ 

من حقولِ الأرضِ يحيينا النّدى 

كلّما غنّى على أسوارِ قدسي 

من تراتيلِ الضّحى 

زهوةً تحيي لوجهِ اللهِ أزهارَ القتيلْ 

لستُ موتاً بل خلوداً ينعشُ الأحلامَ 

في أرضٍ لشعفاصِ التي 

تنتمي للحبِّ من ردٍّ حضَرْ 

ربّما نحيا على جرحٍ يحاكينا رويداً 

فوقَ سرِّ اللهِ من جمرٍ وبيلْ 

هذهِ شعفاصُ تحيا في قلوبٍ

تفتحُ الأبواقَ من برقِ الرّعودْ 

وعلى أحلامِنا تحيا بلادي 

في ثنايا الشّمسِ من جمرِ وجودْ 

تقذفُ الإعصارَ في أرواحِنا 

كي تجودَ الرّوحُ في سحقِ الجنودْ 

طلباً للموتِ تحيا 

أمَّةُ العربِ على مهدِ المنايا 

في رياحينِ الخلودْ 

نغزلُ من خيطِ فجري رمحَ أحلامي لنحيا 

في ترابِ الأرضِ من تبرِ الجدودْ 

أأنا أرمي سهاماً ترصدُ الشّيطانَ 

من خلفِ الجدارْ 

كي نعيدَ الفجرَ للوجهِ المحنّى 

من ثرى الأقدارِ في بحرٍ ونارْ 

هذه شعفاصُ تحكي قصةَ المجدِ المكنّى 

من حروفِ الأرضِ والوعدِ الأمينْ 

تحكي للمجدِ حكايا من عروقِ الفجرِ 

أنفاسَ الحنينْ 

وعلى أسوارِنا تحيا مرايا الشّمسِ 

في قلبِ الفتى 

كي تعيدَ النورَ من سورِ اليقينْ 

هذهِ شعفاصُ لونُ الأرضِ يحيا في رباها 

وعلى أنفاسِها تحيا جنينْ 

رمقٌ من عشقِنا يرمي إلى الأقدارِ سرّاً 

من عناقيدِ الصّبا 

كي ينامَ الفجرُ من حينٍ لحينْ 

كلّنا نحيا على جسرِ المنافي 

كي نعيدَ القبّةً الصّفراءَ 

من قلبِ الأنينْ 

هذهِ أرضي تحنّي من دمي وجهَ التّرابْ 

وعلى الآفاقِ نحيا من لعابِ الأرضِ 

في رحمِ الغيابْ 

من جبالِ النّارِ يأتي نورُنا 

كي يستمدوا 

ثورةً تحيي ترابَ الأرضِ من هذا الضّبابْ 

أأنا أهدي إلى أطيافِ عشقي 

من تهاويلٍ تردُّ الفجرَ للزهرِ المذابْ 

أرتدي ثوباً من الأوراسِ كي أحيا على 

ذروةَ الكرملِ من قلبِ اليبابْ 

ثورةُ المليونِ تهدى قمرَ الأشواقِ نجماً

كي يهزَّ العشقَ أغصانَ السّحابْ 

ربّما نهدي إلى أزهارِنا عشقاً غريباً 

يرتدي ثوبَ النّدى 

بينَ أسوارٍ وبابْ 

نلتقي فوقَ الرّواسي الشّامخاتْ 

عندما نحيي رمادَ الشّمسِ من نورِ الحياةْ 

نسحقُ الطاغوتُ عندَ النّهرِ 

كي تنمو على أعشابِنا ازهارُ عشقي 

من عناقيدِ النّجاةْ 

بقلم حسن أحمد الفلاح


تعليقات

المشاركات الشائعة