سؤال: بقلم رافع الفرطوسي

 ( سؤال )

 

يحاصرني السؤالٌ

 

الى أين المفر؟

 

من نهاراتٍ كئيبةٍ وليالٍ طوال

 

و بأيٍ من وسائل الضعفِ

أواجه الحنين

 

وكيف سأقنع قلبي ..

  بأن العودة

ضربُ من الخيال

 

وأن المحال هو المحال

 

مهما أستبد الشكُ 

أو تجمل اليقين

 

سينتهي المطاف بالجوابِ في متاهةٍ

 

جدارها ثرثرة وعمقها أنين

 

ويذبل الصوت على رصيف شارعٍ

 

في رأسه إشارة ال : تعال

فكم تعال ؟

 

سأكتفي

بخطوةٍ تغازل الطريق

 

وأكتفي

بنسمةٍ تدغدغ الشهيق

 

وأنتقي

من بين احلامِ الصبا

حقيقة أخيرةَ .. 

في شاطئ الخيال

*******************

مُثقلٌ بأغصاني

 

أضيع في دوامةِ التيه و الخذلانِ

  

وتضرب الريحٌ اوراقي النضيرة

لمرةٍ أخيرة

 

تبعثرني

فأغدو لوحةَ ..

يرسمها الخريفُ في ذاكرة الرحيلِ

 

يعرضها في شارع النسيانِ

 

ويقتنيها حالمٌ

يثني عليها بائسُ

يعجب من كمالِ روحِها, وظلها الطويل :

مشردُ مخمور

 

تنفر من منظرها الوحوش والطيور

 

يُدخلٌني الضجيج في تلعثمٍ مخيف

فيضحك الخريف

 

استجدي الحروف في قارعة الاوجاعِ

 

شيء من الآهات والأنين 

 

حاءُ وباءُ صرعا

و أحتل ألفُ حينما :

حاءُ بُترت من جسد الحنين !

 

والتصقت عينُ على لافتة الضياعِ

 

إني أنا المرسوم في جسدي

إني أنا المزروع في أبدي

 

مخيرُ ما بين نفيٍ أو بقاءٍ

 

كلاهما , نوع من الغياب

 

أُحشر في مقصلةِ الأمزجةِ الطرية

أُساق نحو حلمٍ ما له هوية

 

ما له مكان

صوتُ بلا عنوان

 

ظلُ تنامى في المدى..

و زهرة أسرف في عناقها الندى !

 

و خانها السراب

فأبدعت في رفقةِ الخراب

 

وأتقنت فنَ الرحيل والفناء

وبين رمل الذكريات والنداء

 

أٌترك كالسؤال دونما جواب


رافع الفرطوسي

البصرة - 2022


تعليقات

المشاركات الشائعة