وميض الحرف: بقلم رعد الإمارة

 عابر سبيل (وميض الحرف) 


١ (فخ) 


لم أكن بارعاً في التسلق ، البنت في الجانب الآخر كادت توقعنا في مشكلة، ضحكتها الخرقاء وهي تتلقف سقوطي كادت تفعل ذلك، حين نفضتُ التراب عن ثيابي، كشفَ عن وجهه الحقيقي القمر ، وعن وجه أبيها أيضاً!.


٢ (الحضور القوي) 


لم تعد أمي تتحسس جبيني عند الفجر، وخيالها الفاتن ماعاد يملأ فراغ الباب، صورتها المعلقة في صدر الغرفة مازالت تهتز وتعول حتى أكثر من الريح، وشارة الحداد لم تستطع أن تمنع ذلك، ولا واحد في المليون حتى!.


٣ (ثرثرة) 


راحت تصبُّ سيل الأماني في أذني، كانت تهمس كثيراً قطتي، لكن ليس بعد أن رميت بها خارج حدود الغرفة!.


٤ (إيثار) 


مازلت أتذكر كيف تحسّرَ ولمعتْ عيناه ، أخي الصغير طالبَ ببعض الحلوى، لكني كنت نبيلاً، دفعتُ بالجميع إلى فمه، أصابعي والحلوى!.


٥ (سأم ) 


 قالت لي :

_أنا لم أعد أحبك. كنا نجلس الى مائدة العشاء، أتذكر أن الملعقة التصقتْ في سقف حلقي، لم أعد أشعر بلسعة الحساء الحار، واقسم أن شيئاً ما نحبَ حينها في أعماقي، رمشتُ كثيراً، كنت أحاول عبثاً إخفاء ارتباكي، نهضت بهدوء، درتُ حول المائدة، كانت زوجتي جامدة بملامح ممتقعة، وقفتُ خلفها، انحنيتُ مثل أمراء القرون الوسطى ولثمت جبينها، أخفتْ وجهها بين يديها وبكت، أما أنا فتقيأتْ!.


٦ (السد) 


خبأتني أمي خلف ظهرها، حاول أبي الغاضب منحي صفعة مجانية، لكن عبثاً كان يفعل، تلقت أمي أغلب ماكان يمنح، كنا ندور نحن الثلاثة حول أنفسنا، أنا كنت أبكِ وأمي كانت تضحك، أما أبي فكان يبحث عن فرصة!.


بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة