في البدء: بقلم سمية جمعة

 في البدء


في كل مرّة تغيب عن ساحة حضوره، تقرّر ألا  تكون تلك الشغوفة ،الحاضرة في كلماته و بحور شعره.

ككلّ مرة تنام و هي على أمل حلم ألا تلقاه، على وسادة الصمت تثرثر نبضاتها، تحكي قصص الزمن المحلّق في فضاء الأخيلة، هي التي أحكم  قبضة وجودها بكلمة أحبّك و راحت السنين  تصحرّ ربيع العمر و تبعثر زهوره،شهية كتفاحة في آخر غصن من  شجرة الحياة كم من حجر رميت هناك فسقطت جذبا و عشقا و هي المتمسكّة بآخر ورقة.

حديثها السرّي و أنامل كانت تتلمّس ورقة بيضاء ، كم حاولت أن تنقش عليها كلمة 

لو

و لكن هي لا تريد فتح ذاك الصندوق الهارب من رقابة الأيام،كان جميلا و برقة شاعرة تمسح عنه غبار الانتظار و تهمس لو يأتي، لو


كم من وقت مر و هي تحاول جاهدة ألاّ تتواجد كثيرا في مجتمعات مفتوحة، أهو الخوف من بروز الأنثى  التي تمردّت حتى على اللغة فبارزتها.

عيون مترقبّة ،متلصصّة على أهداب انتظارها ،بدأت تتنفس رياح الياسمين التي هبّت من شرفة صمتها،و كان غبار طلع الجاذبية فواحا من بين كلماتها ،لوهلة اعتقدت بأن شيطان الشعر قد تلبّسها،في البدء  ثمة شعور بمرارة الحنظل قد عقد لسانها  فراحت تجرّ  الكلمات من بئر  سحيق.

لم تقل يوما بأنها محتاجة لمشاعر متناقضة  كي تظهر تلك الجاذبية  الكامنة في تراكيب صورها،و لم تقل بأنها بحاجة لتلك المرآة العاكسة  هي كل ما بخل بها زمنها،عبأت دنان البوح بمعسول اللغة  و حقائب اللهفة جاهزة للرحيل، فجأة  نسيت بأن هناك  فخاخا من عشق قد نصبت لها.


سمية جمعة سورية


تعليقات

المشاركات الشائعة