مشوار: بقلم قحطان عدنان السوداني

 قصة قصيرة في الأنسنة

مشوار

جرني دون رحمة،كدت أصرخ ،لكن أكراما للرفقة، وخجلا من الخيانة بصاحبي، ذهبت طيعا بين يديه، النفذة البكر أرادت أن تعصي كفه المرتعش، لكنها رفقت به 

فمكنته من نفسها.

بعين العطف نظرت النفذات السابقة فاغرات الفاه، للفتحة الجديدة، وهو يوسع فمها بلسان من حديد سيغور بها بائتا،فهن قد خبرن  من قبل عذابات المشوار.

مشوار فيه كنت ملفوحا دائما، وفي مهمة مستحدثة صرت لا فحا .سياط الماضي

دبغتني قبل النفوق،وبعده يد إسكافي المدينة صيرتني على ما أنا عليه.

منذ عشر سنوات تلفحني شمس الظهيرة، وتحز بي خشبة العربة التي يسحبها صاحبي، حتى في مرات دعوت الله إلا يرزقه فأستجيب لدعائي  كثيرا  .إطلنا الجلوس على دكة في السوق هو يرتجي يدا تشير له، وأنا أتأمل غابطا مثيلاتي وهن يلمعن في البناطيل.

الجلوس على الدكة ماعاد يفرحني  دائما إذا ما تذكرت إن مهمة اللافح تنتظرني في البيت .

مابين لافح وملفوح صار اللسان الحديدي،يغادر حفرة إلى حفرة جديدة ،شادني صاحبي على بطنه إستجابة لصوت نادى في السوق "شدو الحزم على البطون". فكان هو أكثر المستجيبين للنداء، وأنا أكثر المشدودين، فكدت أنقطع تحت يديه بين السحبة والسحبة،لكني للوفاء بقيت عاضا على بنطاله الذي هو الآخر  تغير لونه، حتى أسعفه خياط بقلب الوجه ظهرا والظهر وجه. نكتة تغيير الوجوه أضحكتني، بعدما رأيت في  السوق  تغير الكثير منها حتى حسبت موسم إنقلاب  الطبيعة شمل الناس ايضا فمن كان في ربيعه صار في خريف ومن كان في صيف صار في شتاء وفق تغير نواميس الأحوال بشكل غير محسوب، لكن ضحكتي الأكبر ، هي 

  يوم صبغ صاحبي شعر رأسه قبل أن يفتح النفذة البكر الأولى بفترة، وقبل أيام على قارعة الطريق بقيت شادا على وسطه الأسفل بكل بقايا قواي، أجول النظر بين الأشلاء  المتناثرة للتعرف على نصف صاحبي الآخر.


تعليقات

المشاركات الشائعة