لم اكن..: بقلم عهد عقيل

 لم أكن أحبُّ 

مهنةَ الخياطة..

إلا ...عندما لمحتُ

جسدكِ العَسجدي

على الشاطئ..

وكيفَ تُغازلُ خيوط الشمس 

حريرَ شعركِ وتُحاول 

الإمساكَ بأطراف بَنانكِ..

لا  لم أكن أحُبّها..

فأنا نحيلُ الجَسَد 

قصيرُ القامة..

عينايَ تُؤلمني.. وكثيرا ماتدمع

كُلّما تذكرتُ جدّتي حينَ كانت

تطلبُ منّي أن أُمرِّرَ لها  

الخيطَ بالإبرة..

لا  لم أكن أحبها..

وأبتعدُ كثيرا عن 

متاجر المجوهرات..

أتجنَّبُ المرور أمامَ المستشفيات

أخافُ وأرتعد جدًا 

من وخزِ الإبر..

وأمرُّ بحذرٍ شديد 

أمام محلات الحلاقة

خوفاً من ذاكَ المقصّ بيدهم..

لإعتقادي بأن الله سيعاقبني

ويُقصُّ لساني وأصابعي..

عن  كل قصيدةٍ كتبتها

وكذبتُ فيها على أصدقائي 

وعلى نفسي..

، وها أنا الآن تائبٌ تائبْ

أمارسُ مهنةَ الخياطة.. 

بكلِّ حرفيّة وشغفٍ وأمانه..

وبما أنَّ وحيَ الشّعر

لايفارقني..، كُلّ ليلة..

أكذبُ وأُوهمُ نفسي بزيارتكِ 

لِمتجري..أجمعُ شتاتَ أفكاري

أضعها تحت وسادتي وأغفو..

حتّى أنني أصبحتُ نشيطًا جداً

أستيقظُ باكراً بليالي 

الشتاء القارص..

وقبلَ طلوعِ الشمس 

أفتِّشُ عن كلِّ شرنقةٍ 

تزحفُ بجانبِ الأنهار..

ألتقطها وأُسحِّبُ من حريرها مااِستطعت..

وفي الصّيف أسافر 

إلى بلاد الهند..

أصَولُ وأجول في متاجرها ..

باحِثًا عن قماشٍ وقطعةِ حريرٍ

لم ترها عينٌ ولم تسمع بِها

أذنٌ من قبل..

لأغزلَ لكِ فُستانًا وأُطرّزهُ

بقصيدة تليقُ بسحرِ 

جمالكِ العَسجدي..

وفي طريق عودتي 

أمرُّ على بلادِ المغرب والشام..

أتسلّقُ جبالها الشاهقة ..

وأجمعُ ماتيسَّرَ من 

حجارةِ الأثمد..

لأكحِّلَ بِهَا عينايَ 

وأُجلي بَصَري..

كُلّما أوهمتُ نفسي 

بزيارتكِ لِمتجري

وأكذب وأقول إنِّي

تائبٌ تائبْ.


تعليقات

المشاركات الشائعة