حنين الماضي: بقلم جاسم محمد الدوري

 حنين الماضي


                      جاسم محمد الدوري


حين الملم بشوق ظلي 

وأعود بذاكرتي للوراء

حيث كنت هناك...هناك

وعبر المدى مسافرا

أداعب الحنين بقلبي

بلهفة عاشق مجنون 

وأدون فوق عشبة الرمل 

تأريخ ميلادي المزعوم

وانا الآن تأخذني الظنون

بعدما أكل الخريف أغصاني

وربيع عمري يغتال مني

حلم السنين 

ويقطف مني ايامي

بسيفه دون دماء

بعد ستين قيضا

وبضع ليال شتاء

لكن قلبي هذا المطعون

مذ كنت صبيا

ظل يشاكسني

رغم هذا النوى

وكل هذا الحنين

بوعود كاذبة

رغم صدق الدعاء

المسافة بيني..وبينك 

اتسعت في خاصرة الوقت

أمست سراب طريق

وأنا ما زلت ظمآنا

ابحث عن شربة ماء

تروي عطشي

في وحشة الصحراء

أنا ما زلت أركض

عاريا بلا سيقان

خلف ظلي الملعون

أتوجس من قلقي

في سحنة الوجوه

وهي ترمقني صباح..مساء

وألملم بعض أوراقي 

أحرق نصف ما فيها

وأدجن اوراقي البيضاء

وأفتح في ذاكرتي

واحة خضراء

أرسم ملامح وجهي

بهمس أناملي كيف أشاء

أدون فوق اسوارها

تأريخ عمر مضى

كي لا أظل أنظر للوراء

وكيف أحرر حنجرتي

من الصدأ العالق فيها

لكي تصدح بالغناء

وأختصر المسافات 

بقصيدة شعر تخلدني

مثل بعض الشعراء

من قبل ان تهجرني

الكلمات في مزابل التاريخ

وتلعنني الأيام 

بلا خجل أو حياء

تعليقات

المشاركات الشائعة