عابر سبيل (لا وعينيك) بقلم رعد الأمارة

 عابر سبيل (لا وعينيك )


١ (تنهيدة )


عندما يطير الحلم بعيدا وتخبو العاطفة، من المؤكد أني سأمشي لوحدي، سأفعل ذلك بلا ذراع تحيط بخصري، قد أتلفت للخلف، لكن ليس حتى أراه، بل لأتنهد، لطالما فعلت ذلك، كلما فطر أحدهم قلبي!.


٢ (العودة )


من الواضح إنها ستعود، الحدس في داخلي يخبرني بذلك، تلزمني برهة من الوقت للتخلص من كل هذا التوتر اللعين، المفروض أن أشغل نفسي ،سأجلب شموع السهرة ولابأس بأعادة مسح مقعدها المفضل مرة بعد مرة، تبا، لقد نسيت الزهور، أحدهم يطرق الباب، لكني تركت النافذة مشرعة، كان عليها أن تتسلل مع النسيم، مابال القمر يبتسم بسخرية الآن، لست مجنونا، لن اكون أول شخص يلتقي شبحا في كل الأحوال!.


٣ (فرصة)


بعض الوجوه القديمة، تلك التي رافقتني في دروب الحياة، مازالت ملامحها تطاردني، بعض هذه الوجوه، وليس كل الوجوه، مازالت حريصة على زيارتي في صورة حلم، يتنهد قسم منها عند رأسي، فيما يظل البعض الآخر يلتمس فرصة، وأي فرصة!.


٤  (أمنية )


قالت هل بوسعك أن تحملني وتدور بي!قلت:

هنا،أمام الناس! تمتمت وهي تخفض رأسها الفاتن:

_مع ذلك فأبي كان يفعل!.


٥  (لا وعينيك) 


معلمتي الجديدة كانت حلوة،وحتى أكون صادقا، فأنا لم أكن مهتما بدروس التقوية، اهتمامي كان منصباً على عينيها الجميلتين حين ترفعهما فجأة لتسأل :

_هل فهمت ياولد. كنت أهز رأسي علامة الفهم، لكني لم أكن أفهم شيئاً، كنت غارقاً في اللون العسلي لعينيها الواسعتين، ولأنها أدركت الأمر وضعت نظارة، حدث هذا في اليوم التالي، مازلت أذكر حين أعادت سؤالها :

_هل فهمت ياولد!. حينها فقط غمرتني موجة بكاء عنيفة وقلت :

_لا وعينيك!.


بقلم /رعد الإمارة /العراق /بغداد


تعليقات

المشاركات الشائعة