مما كتب عهد عقيل



لِأنّها دمشقيّة
أينما حطّت رحالها
فاحَ ياسمينُ عِطرها
وهَجَرَ العطَّارين
متاجرهم..
*****
لم ولن أصومَ يومًا
عن حُبّكِ..
فَذُنوب الحُبّ مغفورة
بعقيدتي..
****
كَيَقظةِ جُنديٍّ
على أرضٍ ملغومة..
أقتربُ من سريركِ
لِئَلّأ أُوقظَ أحلامكِ..
****
أطبخُ قصيدةً
على نارٍ هادئه
لإمرأةٍ إستفزتني
بُرودَةُ أعصابها
****
مازلتُ بِخيطِ النّدَم
أقطبُ جُروحَ عُمري
مُنذُ أن قلتُ لها
(سيّدتي)
****
ما إن سألتني: هل تُجيد السباحة
حتى غرقت في بحرِ عينيها
وها أنا أحدثكم من الأعماق !
*****
كانت جدّاتنا
ما إن ينشقُ
فجرُ الصّباح
ويذهبنَ إلى حقولهنَّ
تُقيمُ أسرابُ العصافير
عُرساً فوقَ رؤوسهنَّ
بينما حقولُ القمحِ
تبدأُ مهرجانَ الفرح
لاستقبالهنَّ ،
السنابلُ تتمايلُ شَغَفاً
وتحني رؤوسها
فرحاً بقدومهنَّ..
أمّا أجدادُنا فكانوا
ينتشونَ طَرَبَا...
****
شُعراء بالفطرة

جَدّي لَمْ يَكُنْ شَاعِرًا..
كَذَلِكَ جَدَّتِي ،
إِلّا أَنّ الْكَثِيرَ مِنْ أَهَالِي الْحَيِّ
أَصْبَحُوا شُعَرَاءَ
فَقَدْ كَانُوا كَثِيرًا مَايُطَرْبُوا
وَيَتَهَافَتُوا إِلَى حِيِّنَا
كُلّمَا بَدَأَ جِدّي
بِالْعَزْفِ عَلَى مِهْبَاجِهِ..
وَمَا إِنْ تَتَصَاعَدُ رَائِحَةُ الْقَهْوَةِ
وَتَفُوحُ بِأَزِقّةِ قَرْيَتِنَا ..
حَتّى يَحْتَدِم التّحَدِّي
بِالشِّعْرِ  بَيْنَ الْأَهَالِي
كَالْعَتابَا وَالْمِيجِنَا وَالشُّرُوقِي..
عَلَى نَغْمَةِ صَوْتِ الْمِهْبَاجِ..
أَمّا نِسَاءُ الْحَيِّ فَقَدْ كَانَتْ
تَجْتَمِعُ حَوْلَ تَنّورِ جَدّتَي
وَهِيَ تُخَمّرُ لَنَا عَجينَ الْحَيَاةِ
عَلَى مَائِدَةِ الْأَيَّامِ ..
وَكُلّمَا نَضِجَ رَغِيفُ خَبْزٍ
اِرْتَجَلَتْ إِحْدَاهُنَّ بَيْتًاً شِعْرِيّاً..
طَرّزَتْ حُرُوفهُ  بِاِبْتِسَامَةِ جَدّتَي
وَأُحْكِمَتْ قَوَافِيهِ بِوَهَجِ التَّنُّورِ ..
وَمَعَ أَنّي كُنْتُ طِفْلاً وَمَازَلْتُ..
كَثِيرًا مَاكَانَ جِدّي يُجْلِسُنِي بِجَانِبِهِ
وَكَكُلِّ الْأَطْفَالِ وَبِعَفْوِيَّةِ مُشَاغِبٍ..
سَأَلْتُهُ ذَاتَ مَرّةٍ وَضَحِكَةُ جَدّتِي
كَ حَبْل وَصَلٍ بَيْنَنَا ..
كَيْفَ حَالُكَ الْيَوْمَ مَعَ جَدّتِي..
فَتَبَسّمَ وَوَضَعَ قِبْلَةً عَلَى خَدّي
لَازَالَتُ أَتَحَسّسُهَا كُلَّ صَبَاحٍ
مَعَ  فَنْجَانِ قَهْوَتِي ..
وَنَظَرَتُ يَوْمَهَا  إِلَى جَدّتِي
وَحُمْرَةُ الْخَجَلِ اِرْتَسَمَتْ
عَلَى وَجْنَتَيْهَا ..
فَنَاوَلَتْنِي رَغِيفَ خُبْزٍ عَلَى عَجَلْ
وَقَبّلَتْنِي عَلَى خَدّي الْآخَر..
كُلّمَا غَسَلْتُ وَجْهِي..
فَاحَتْ رَائِحَةُ خُبْزها ..
وقهوةُ جَدّي .
*****
جَدّتي العجوز..
قرأتُ على جبهَتِها
قصيدةً بِأحرفٍ نَافِرِة
خَطّتها سَنابلُ القمح.
****
أسيرُ دَائمًا..
بِعَكسِ الرّياح
لِأتَنَشَّقَ عِطرَكِ..
****
أنا لم أجهَر
بِحُبّكِ..
قلبيَ الضّعيف
من شَهَقْ..
*****
النحلة التي حَامتْ
حولَ عنقكِ..
بَاحت بأسرارِ ثغركِ
لِأوَّلِ  بُرعمٍ
فكانَ العَسَل..
*****
قصيدةٌ عميقةٌ أنتِ
تَاهت في بُحورِها
   فَلاسِفةُ اللّغة
    وغرقتُ أنا
*****
نغمةُ صوتها المبحوح
سَحّبت من صدري
خيوط الروح
وحيَّكتْ بِها
قصائد الغفران
****
أنتِ ومضَةٌ شعريَّةٌ
هائِلة ..عَجِزتُ أنا
وكلّ معاجمِ اللغة
عن تفسيرها...!
****
على وقعِ خُطاها
ورنّةِ خلخالها...
يُنَظِّمُ قلبي دقاتهُ
*****

تعليقات

المشاركات الشائعة