قبل شروق الشمس: بقلم تيسيرالمغاصبة


 (قبل شروق الشمس)

     قصة مسلسلة

 بقلم :تيسيرالمغاصبه 

----------------------------

       -٦-

،،رحلة في الأعماق،،


 وصلت إلى البحر.. 

 جلست على صخرة من الصخور  ، ووضعت ساقاي في الماء وبقيت أتأمل البحر منتظرا لؤلؤة،

وفي كل مرة كنت أركز نظري في نقطة محددة في البحر عسى أن تظهر لؤلؤة منها،

وفي كل مرة كنت  أشعر بالقلق من  إحتمال ألا تحضر،

وإن لم تحضر ..لأي سبب كان فكيف سأبحث عنها..وأين ..وكيف سأجدها فهي ليست من سكان اليابسة كي أسأل عنها وأن أعرف مدينتها ومنزلها،

لكني سريعا ماأبعد عن

فكري تلك الأفكار والوساوس التي كانت تؤرقني، 

خصوصا وأنا أعلم أن أباها  لا يريدني وهو رافض فكرة وجودي بينهم ،

ويرفض وجودي في حياة إبنته  لؤلؤة، 

ثم تذهب أفكاري المشتتة إلى الذي كان يراقبنا من البحر بينما نحن على الشاطىء في لقاءنا السابق ،

خفق قلبي بشدة  عندما رأيتها تخرج من 

البحر مقتربة مني بإبتسامتها الجميلة،


*   *   *  *   *   *   *  *  *  *   *


بعد العناق وتبادل قبلات الشوق الحارة،عقبها التحدث عن كل شيء وعن  أهل اليابسة،إبتسمت وقالت :


الأن إليك المفاجأة، اليوم سوف أسطحبك  معي برحلة مابين الأعماق وفوق البحر ؟


-حقا..أن ذلك يسعدني.


-إذن أنزع ثيابك ولتبقى في لباس السباحة فقط حالما أعود إليك ؟


غطست في الماء لدقائق ..عادت  ومعها نظارة للسباحة تمكني من الرؤية تحت الماءوقالت :


-ضع هذه على عينيك؟


وعندما وضعت النظارة على عيني مدت يدها قائلة:


-إعطني يدك وعليك أن تبقى ريلاكس وأنت معي ،سوف أسطحبك برحلة في الأعماق وفوق البحر وفي كل مكان؟


أمسكت بيدها ومشينا قليلا في الماء ونحن نهبط بالتدريج بينما هي تحدثني :


-على اليابسة أنت تكون القوي أما في البحر فأنا القوية جدا ..كذلك أعلم متى تحتاج إلى قبلة الأوكسجين،لاتخف  إستعد؟


ثم إنطلقنا معا بسرعة كما وأن لنا مراوح سفن تدفعنا وكانت تتحكم بالسرعة المطلوبة حسب المكان والحركة كما وإنها طائر في السماء،

تجولنا بين السفن الراسية ،وتحت قوارب الصيادين ..وكانت تجذب شباكهم وتحرر الأسماك العالقة بها وهي تضحك وتقوم بعد ذلك بتقطيع الشباك وإتلافها، 

وكانت تنبه الأسماك إلى وجود الصيادين،

فنغوص لنتجول فوق المرجان وبين النباتات 

كما وإنا طيور  محلقة في حديقة غناء،

كانت وبشكل عجيب تعلم متى أحتاج إلى التنفس فتمدني بالهواء أو تخرجني بسرعة إلى خارج المياه ،أو تدخلني في مكان يتوفر فيه الأوكسجين قبل أن أشعر بحاجتي إلى ذلك،

رأيت عالم عجيب..ساحر ..مبهر .جنة في أعماق البحار،

رأيت الحوريات وهن يرقصن وشاركناهن رقصاتهن  ،ثم أدخلتني إلى مغر وكهوف من المرجان ونباتات في علو الأشجار، وحيوانات بحرية عجيبة للمرة الأولى أراها..أسماك جميلة تمنحنا  القبلات مرحبة،

رأيت السفن والطائرات الحربية الغارقة وكل شيء ،

بعد ذلك شاهدت مشاهد أدخلت الرعب  في قلبي ،فقد كانت هياكل عظمية بشرية وجماجم،

ثم أدخلتني إلى مغر وكهوف فيها فتحات لاأحتاج إلى التنفس فيها لأن فيها مايكفي 

من الأوكسجين،

بعد ذلك قالت:


-هنا تستطيع التنفس والتحدث ياعزيزي، أرجو أن تكون الرحلة قد نالت  أعجابك؟


-أنه حقا عالم ساحر .


-الأن إلى ساحة الرقص لنرقص معا ؟


-يسعدني ذلك.


فكان الرقص في الماء ممتعا ،فبدونا كراقصي

الباليه أو كطيور ترقص، فكنا نرقص بحرية تامة كما وإنا نحلق في السماء ،

ثم إنطلقنا في رحلة العودة إلى اليابسة،

عدنا إلى نفس مكان اللقاء ،جلسنا قليلا وقالت :


-الأن ياعزيزي علي المغادرة قبل شروق الشمس؟


-لماذا لانبقى قليلا.


-لا يمكن ياعزيزي علي المغادرة كي لايفتقدني ابي ويعلم أني لازلت اقابلك ،ثم 

لاأريد أيضا أن يراني أهل اليابسة ،إلى اللقاء

ياعزيزي؟


-إلى اللقاء.


وقبل أن تستدير لمحت مجددا بعض الرؤوس تراقبنا من الماء.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١٠-٣-٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة