الساحرة: بقلم تيسيرالمغاصبه

 "الساحرة"

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------

    -٧-


(الفصل الأخير)

  ،،نهاية حلم،،


لم أتراجع بالرغم مما رأيت،هل كنت رافضا لتلك المفاجأة..أم أني لم أستوعبها بعد ..أم..أم..وتتشتت  أفكاري وتتضارب مشاعري ،ليتها تعود كما كانت ..ليتني أستطيع إعادتها كما كانت ،

بل وجهت اللوم إلى نفسي كثيرا..على طريقة مبادرتي لها وكان من الطبيعي أن تتفاجأ ،وكان يجب علي التظاهر بأني لاأعلم بحقيقتها ..بل وأن أنسى ماضيها ..لكنه القلب ،

لكن ..أن ماأراه أمامي قد تسبب لي ببعض النفور ..وبالرغم من ذلك كان قلبي يكذب مايرى،

قالت بتوتر وضيق وهي لاتزال ترتعش:


-أنت واهم ياهذا ..لم أكن  أنا تلك المرأة؟


-بل أنت..فأنا لاأنسى الوجوه التي أقابلها أبدا، وإن كذبت عيني فأني لاأستطيع تكذيب  قلبي.


هنا أمسكت بربطة عنقي وجذبتها بقوة عجيبة لم أتوقعها منها ،بل ولا يمكن أن اتوقعها من أي إمرأة أخرى،وقد تغير لون بشرتها والتي بدت لي إنها قد أصبحت سمراء..تغيرت رائحتها التي إمتزجت برائحة بعض العربات التي كانت  تمر مسرعة ملوثة الأجواء،وقد تغير لون صف اللؤلؤ وتحول إلى أسنان صفراء ،وإزداد طول المرأة،

بدت أطول مني ،وأكبر عمرا من قبل ..تصبب عرقها أكثر وأكثر وقالت بصوت أكثر خشونة ولعابها

يرشق وجهي:


حسنا ..لقد كنت أنا تلك المرأة  ..ولأنك عرفتني أنصحك الأن بالابتعاد عن طريقي ،وإن رأيتني في صدفة أخرى عليك أن تتظاهر بأنك لاتعرفني وإلا ؟


ثم تلفتت حولها بعد ذلك وبصوت مرتفع نادت :


-أين الشرطة ..أين الشرطة؟


لازلت مذهولا بل مصعوقا مما أرى لم أفق من ذلك الكابوس إلا عندما ظهر الشرطي حارس الفيلا ويبدو أنه كان مراقبا لما يحدث ..أو أنه قد رأى موقفا كهذا أكثر من مرة ..تظاهر بالغضب وقال:


-ماذا يجري هل تحرش بك ؟


-نعم أنه يتحرش بي وقد إعترض طريقي أكثر من مرة ؟


قال وهو لازال يتظاهر بالحزم:


-حسنا بأمكانك أن تتركيه لي

وأنا سأتكفل بأمره؟


نظر الشرطي إلي وغمز بعينه دون أن تراه، بينما تركتنا المرأة وذهبت  تجري وكان لخطواتها دبيبا على الأرض

كدبيب الفرس الجامحة،

نظر الشرطي إلي مشفقا ثم إبتسم وقال:


-أخذت منك دينار ونصف  لتتمكن من الذهاب إلى إربد أليس كذلك أيها القريب هههههههههه؟


"بالعامية تقال :ياقرابه، عندنا في الأردن"


قلت مستغربا:


-وكيف علمت بذلك .


-هههههه أن هذه مهنتها أيها القريب ..أنت لم تكن أول رجل تأخذ منه دينار ونصف  ههههههه وتأخذ قلبه أيضا.. في هذا الشارع ..أنا أيضا أخذت مني دينار ونصف ونسيتني،أو حفظت وجهي 

كذلك لم تكن أنت أول رجل يهيم بها حبا وعشقا هههههه؟


-لكني لم أطالبها بالدينارونصف،والمسألة ليست مسألة دينار ونصف   ..أنا عرضت عليها الزواج شرعا.


-ولماذا تقبل هذا العرض الساذج إن تلك المرأة هي أغنى إمرأة في البلد ،وقد جمعت ثروة لاتأكلها النيران بفضل الدينار ونصف الدينار وقدرتها على جذب الرجال؟


-ياإلهي.


ثم قال :


من أين أنت أيها القريب؟


"أي من أي عشيرة في الأردن"


-أنا من الجنوب.


-والله والنعم وأنا أيضا من الجنوب.


-تشرفنا.


مع تجاذب أطراف الحديث إكتشفنا  أننا أقارب،

أستمر الحديث حتى بدات السماء بغسل وجهي بالماء العذب..النقي بعد تلك الحادثة،

إستأذنت وعدت إلى عملي ..فتحت الباب ..دخلت ..أغلقت الباب ورائي كما تغلق ستارة المسرح،

توجهت إلى الشرفة ..جلست على مقعدي ..أتأمل القمر الذي كان يحاول أن يطل علي من بين السحب فخيل إلي أني رأيت الساحرة العجوز على ضوء القمر وهي تمتطي مكنستها وتحلق مبتعدة.


        (إنتهت القصة)

الساعة الحادية عشر 

والدقيقة الأربعون صباحا

١٠-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة