قبل شروق الشمس: بقلم تيسير المغاصبة

 (قبل شروق الشمس)

      قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-----------------------------------

      -٣-

 ،، أللقاء الأول،،


بسرعة وبدون تفكير قمت بنزع ثيابي ووضعتها على الطاولة،

ثم قفزت من شرفة المطعم 

إلى البحر وبدأت أجذف بأتجاه الصخرة ،

لم أفكر أبدا في نسبة نجاحي في إنقاذ الفتاة ..بل 

نسيت حتى أني لااجيد السباحة،فأنا ضعيف جدا في السباحة حتى لو أني إشتركت في مسبح لمدة شهر دون أن يكون هناك مدرب للسباحة،

أي أسبح بشكل مقبول نوعا ما ،لكن ليس لدرجة أن أكون على الأقل سباح جيد،

أو حتى أن أكون قادر على إنقاذ الأخرين من الغرق،

لم أتذكر ذلك كله إلا وأنا في

عرض البحر بينما تتلاطمني

الأمواج هنا وهناك ساخرة،

منحني الله القوة والصمود حتى كدت أن أصل إلى  الصخرة وبدأت أناديها لاشجعها بالرغم من أني لاأراها:


-لاتخافي ياآنستي أنا قادم إليك لأنقاذك..إن كنت تريني تمسكي بيدي؟


لم أسمع أي رد أو حتى إستغاثة،

لكني بدأت ألهث وضاق تنفسي ،ثم إبتلعت الكثير من الماء ..وعندما دخل الماء من أنفي شعرت بالاختناق بالفعل وتشنجت ساقاي فلم أستطيع التحرك أبدا ..وإستسلمت للغرق، وانا أقول في نفسي لوكان صديقي نهاد مكاني سيكون ذلك  افضل بكثير  لأنه بطل في السباحة ،كذلك

هو قد إجتاز دورة إنقاذ بنجاح  ..بل ودورة غوص

 أيضا، 

كانت الأمواج تتلاطمني  في 

بحرها العميق،

رأيت ذيل سمكة كبير جدا يحوم حولي ..هل يمكن أن تكون تلك أسماك القرش تنتظر وليمتها، لكن ذلك الذيل ليس كذيل أسماك القرش،

بعد ذلك أصبح كل شيء أشبه بالحلم،

شعرت بالأوكسجين يدخل إلى رئتي عن طريق الفم ..بل بدوت كما وأني سمكة، فتذكرت نظرية علمية

تقول أن الإنسان أصله سمكه ؛من خلال كتاب "في

داخلك سمكة"،لأحد العلماء،

هل عدت إلى أصلي ...

كيف أستطيع التنفس وانا تحت الماء ..هل أنا ميت أم لازلت حيا،

هل أنا في عمق البحر..أم في السماء العالية..في الماء..أم في أحشاء حوت ،

كان البحر كما وأنه عوامة كبيرة تدفعني بقوة إلى الأعماق،


*   *   *   *   *   *    *   *  *  *  *  *  *  *  


فتحت عيناي،

كنت كما وأني في لحظات الكرى ،

شفتاها الحمراء كلون الدم لازالت تمدني في الأوكسجين بينما شعرها الطويل جدا منسدل فوقي يغطيني كغطاء من الحرير،

عيناها والواسعتان بلونها الأزرق كزرقة البحر ..وخيل إلي إنها ترتدي ثياب السباحة،

لكن أين أنا...

ومن هذه الفتاة الرائعة الجمال،

تلفت حولي ..شعرت كما وأني في حوض كبير لأسماك الزينة ..كانت الأسماك تروح وتجيء من حولنا ..بعض الأسماك كانت تتوقف ..تنقل نظراتها بيني

وبين الفتاة ثم تذهب،

فتيات كثيرات ينظرن كما وإنهن أمام مخلوق عجيب 

يرينه لأول مرة ،

أطفال يسبحون بعيدا 

وينظرون من بعيد بقلق، 

كان بعض الرجال يجلسون حولنا يدفنون نصفهم في الرمال ،

رأيت رجل قريب منا ينظر إلى الفتاة بلوم ويهز رأسه ،

كان مستلقيا كما وأنه يجلس على فراش عربي ..

شعره طويل جدا يتماوج ..كان ملتحيا ويخفي نصف جسده في النباتات الملونة متخذها  كغطاء،

بعض الرجال كانت رؤوسهم حليقة،  

أما البقعة الصغيرة التي كنت أنا مستلقيا فيها فكانت خالية من الماء،

هل انا في حلم ..أم في حقيقة ..وإذا كانت حقيقة فأنا أمام تطور مدهش ..هل 

يمكن للإنسان أن يتنفس ويعيش تحت الماء دون أوكسجين !!،

لأنه من غير الممكن أن تكن عروس البحر حقيقية ..وإن وجدت فمن غير المعقول أن تكن بهذه الصورة من الخلق  والتقويم،

قالت :


-أنت الأن بخير ؟


-لكن أين أنا. 


-لاعليك أنت في أمان ياعزيزي..ستبقى ....


قاطعها الأب قائلا:


-لا..لا. ؟


-ثم تابعت:  


-ه...ح...حسنا بعد قليل سأعيدك إلى اليابسة ؟


صمت الأب برضا بالرغم من أنه لايزال ينظر إليها نظرات لوم لإنها أنقذتني واحضرتني إلى هنا ،وكان ينظر إلي بريبة،

فتيات جميلات لايقلن جمالا عن جمالها كانن يسبحن حولنا بشعورهن الطويلة وجدائلهن الرائعة،

كانن منبهرات لرؤية إنسان مختلف عنهن لكنهن لم يكونن يقتربن مني أبدا،

فيبدو أن فتاتي تلك مميزة أو أن لها وضع خاص في ذلك العالم الجميل ،

أمسكت بيدي لتساعدني على النهوض ..نهضت ..مشيت معها قليلا مبتعدين عن الجميع وقالت وهي تقترب مني لتمدني بالتنفس من خلال قبلة الحياة :


-أستعد لرحلة العودة؟


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٥-٣-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة