قبل شروق الشمس: بقلم تيسيرالمغاصبة

 (قبل شروق الشمس)

     قصة مسلسلة

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-----------------------------------

       -٤-

،،الحب حياة،،


لم أشعر بطول الرحلة من عمق البحر إلى الصخرة ذاتها،

فقد شعرت بها كما وإنها قد مرت بثوان معدودة ،فلم تتجاوز قبلتها بتوقيتها قبلة أي اللقاء حميم،

فتمنيت لو بقيت ثملا بقبلتها 

تحت الماء،

أجلستني على الصخرة ثم قفزت في الماء ،ماأن رأيت الشمس وشعرت بحمامها المنعش بعد الأعماق الباردة 

حتى تلفت حولي باحثا عنها ،

قلت مناديا:


-أين أنت ياعزيزتي؟


أخرجت رأسها أولا من المياه فبدت كما وإنها تقف فوق شيء يساعدها على الوقوف،

فقد كانت المياه تصل إلى فوق خاصرتها تقريبا بينما شعرها الأسود الطويل يفترش المياه بشكل ساحر ،

قالت بصوتها الرقيق، الجميل، والذي لايتطابق وقدراتها الرهيبة تحت الماء:


-حمدا لله على سلامتك يا عزيزي؟


-الله يسلمك ،أشكرك على إنقاذك لي.


-ها أنا قد أنقذتك بدلا من أن 

تنقذني أنت ههههه؟


-أنا أسمي عائد ،وأنت ماأسمك.


-أنا لؤلؤة؟


-أنا سعيد بمعرفتك عزيزتي لؤلؤة.


-كذلك أنا؟


-هلا حدثتني عن كل مارأيته، وكل ماحدث.


-أريد أن أوجه لك سؤالا قبل كل شيء عزيزي عائد؟


-حسنا ..تفضلي.


-هل رأيت كل شيء في الأعماق  وبوضوح؟


-في الحقيقة بسبب بعض الغباش على عيني وملوحة 

البحر لم أتمكن من رؤية أي شيء بوضوح ،لكن هل تسمحين لي بمشاهدتك وانت خارج الماء.


-لماذا؟


-لتأكيد ظني.


-وماهو ظنك؟


-هو إنك ...كما نعرف ونسمع...في الأساطير..


-ان هذا الأمر سابق لأوانه ؟


-لماذا لاتجلسين هنا إلى جانبي.


-حسنا ..لكن أنتظر قليلا؟


غاصت في الماء لدقائق ثم خرجت من ورائي دون أن أتنبه وقفزت إلى الصخرة

وكانت قد إرتدت مايشبه 

الوشاح الأحمر اللون كان يغطي كامل جسدها فبدت أكثر سحرا وجمالا بذلك الرداء،

وقالت :


-ها أنا عدت من جديد؟


-عزيزتي لؤلؤه..يبدو أنك  تستطيعين تركي متى شئتي.


-هذا صحيح؟


-لكن أرجو ألا تحطمي قلبي بفراقك لي بعد أن  أحببتك.


-أحببتني بهذه السرعة؟


-ألم تسمعي بالحب من النظرة الأولى..فما بالك بقبلة الحياة.


-أنا أبادلك نفس الشعور منذ أن رأيتك جالس وحدك  على شرفة المطعم؟


- رأيتني قبل أن أراك.


-نعم ..ورأيت بك شيئا مختلفا عن باقي من رأيتهم من البشر وأصريت على مقابلتك ..لكنك إستعجلت ذلك اللقاء بغرقك ههههه؟


-وأحيتني قبلتك الملائكية.


قلت ذلك وأنا أقترب منها وأقبلها، بعد ذلك إبتعدت قليلا إلى الوراء كما وإنها قد تذكرت شيئا وقالت:


-يبدو أنك تحب الغرق؟


-ماذا تقصدين. 


ثم قالت معاتبة:


-لكن ماذا كنت تفعل في مطعم الأسماك ..أيها ..أيها الإنسان.. هلا أجبتني.. وبسرعة ودون مراوغة؟


بتلك اللحظة شعرت بأني سأخسرها وإلى الأبد بعد أن أخبرتني فراستي ماذا تعني لؤلؤة بقولها ،لكن قبل أن أجيبها ظهرت فتاة جميلة أمامنا ،أخرجت نصفها العلوي من الماء وقالت موجهة كلامها للؤلؤة:


-لؤلؤة أبوك يطلب منك العودة وبسرعة ؟


ردت لؤلؤة وهي تقف مستعدة للغطس في البحر :


-حسنا ياعزيزتي نجمة؟


وقبل مغادرتها همست بأذني:


-أين تقيم ؟


أشرت بيدي إلى الفندق القريب وقلت :


-بهذا الفندق؟


إبتسمت وقالت :


-حسنا ياعزيزي سألتقيك غدا قرب شاطىء الفندق قبل شروق الشمس ..تذكر قبل شروق الشمس ؟


-حسنا .


-إلى اللقاء؟


-إلى اللقاء .


ثم قفزت في الماء وإختفين 

معا في الأعماق. 


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٦-٣-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة