عزرائيل: بقلم تيسيرالمغاصبه

 "عزرائيل"

قصة مسلسلة

بقلم :

تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------

     -٣-

،، الطريق الوعر،،


كانت الناقلة تسير ببطء كما وإنها عربة في جنازة،بينما بلال لايتوقف عن الحديث كما وأنه راديو،

بينما ثائر يعيد وصل شريط ذكرياته وأفكاره الذي كان بلال يقطعه في كل حين،

كانت حياة ثائر كلها صدمات لاصدمة واحدة، لكن أصعبها كان مايتعلق بزوجته وحبيبته آيات ،

فكانت الصدمة الأولى عندما علم أن آيات تعاني من ربو حاد ،وأن نوبات الربو تصيبها دائما عند الحزن والفرح والخوف  وأحوال الطقس المتقلبة ،

إضافة إلى إنها ضعيفة البنية ،فكانت كثيرا ماتصيبها نوبة الربو فيطلب لها الإسعاف ..ولأن ثائر كان شديد الخوف عليها ،فكان يرسلها إلى  أهلها في القرية عندما يتطلب عمله التأخير،

كذلك عندما تفتقد أمها.. أو عندما  ترى حلما  مزعجا في نومها ،

وكان يمنعها من القيام بكل أعمال المنزل حتى يحضر لمساعدتها ،وكان يغضب إن عاد إلى المنزل ووجدها قد أنجزت أعمال المنزل كلها من غسيل الملابس وجلي الصحون والطبخ وغير ذلك ،فيقول لها :


-لاأريد  منك أي شيء ياعزيزتي فأنت هنا ملكة..ملكة  فقط لاترهقي نفسك؟


وهذا القول كان يزيد محبته في قلبها فترد بعذوبة صوتها الجميل :


-أن هذا واجبي ياحبيبي في البيتك كأي إمرأة  كما أن واجبك خارج البيت كرجل.


يقطع عليه الشيخ بلال شريط ذكرياته ثانية بقوله:


-أف...لقد هبط الإطار..سنضطر للتوقف هنا للقيام باستبداله  ..وهي فرصة لأخذ قسطا من الراحة وتناول طعام الغداء أخي ثائر؟


-لابأس أن كل تأخير فيه خير .


"مثل عندنا يقول :أن كل تأخيره فيها خيرة"


نزلا من الناقلة ..قام بلال بفك الإطار وإستبداله بآخر بمساعدة ثائر ،ثم أخرج حافظات الطعام المحمولة  "سفر طاس" وإبتعدا عن الناقلة إلى البر ..إستوقدا نارا ..ثم إفترشا الأرض ،

كان بلال يمتلك أيضا روح النكتة وكانت جميع نكاته من النوع المكشوف إن صح التعبير، وأنه كلما رأى الحزن على وجه ثائر كان يلقي النكات لاضحاكه وكان يكرر عبارة"يارجل نصف الألف خمس مائة"

عدا عن أنه لايتوقف أبدا عن الحديث وإحياء ذكرياته أيام الضلالة :


-تفضل أخي ثائر كل مما قسمه الله؟


-أشكرك .


-أرجو أن لا تشكرني أبدا فنحن إخوة ..أرجو أن ترفع التكلفة بيننا أخي ثائر ..أن ذلك يزعجني؟


أستمر بلال بالحديث عن أيام الضلالة وهو يأكل وثائر  يستمع إليه، بالرغم من أنه كان ينزعج من الحديث إثناء تناول الطعام، 

فبدى فم بلال الواسع كما وأنه فوهة خلاط فاكهة مكشوف الغطاء:


-في بداية حياتي مع الضلالة كنت أزعر "أي بلطجي" ومن ثم لص شقق،لكن بعد ذلك إنضممت إلى مجموعة من قاطعي الطريق ،وكنا ننهب المسافرين من الحجاج والتجار تحت تهديد السلاح والعياذ بالله؟


-............... .


-ومن تلك الفظائع التي إرتكبتها ،لقد قمت بأختطاف فتاة من إحدى القوافل فأغتصبتها ومن ثم تركتها في الصحراء هائمتا؟


-ياإلهي ..حقا شيء فضيع.

فجأة نظر بلال إلى ثائر بقلق شديد ثم قال له محذرا:


-إبقى كما أنت لاتتحرك...لاتتحرك أبدا؟


ثم إقترب منه بحرص شديد ..مد يده وأمسك بثعبان ضخم كان ينتصب مستعدا للدعه ،كان منظره مخيفا جدا تقشعر الأبدان عند رؤيته وقال له ساخرا:


-أيها الفاجر تريد لدع أخي ؟


ثم أخذ يعذب الثعبان بالنار قبل أن يرميه فيها، ومن ثم تنتشر رائحة الشواء،

قال ثائر :


-أنا ممتن لك أخي بلال لأنقاذك حياتي ؟


-ماذا تقول يارجل ،نحن إخوة بالله.


-إخوة بإذن الله؟


-عموما قد نواجه الكثير من الأخطار في الطريق.


-حقا أنا مدين لك بحياتي؟


-ماهو عملك الأن .


-في الوقت الحالي أنا بلا عمل؟


-مارأيك أن تعمل معي .


-وماهو العمل ؟


-يكفيني أن تكون مرافقا لي في جميع رحلاتي كي لا أبقى وحدي ،نكون سندا لبعضنا في مشقات الطريق ،وسيكون معاشك مغريا؟


-............. .


-وعسى أن  العمل معي يخرجك من حزنك الذي ترفض حتى الأن أن تكشف لي عن سببه ؟


بدون تردد قال ثائر:


-أوافق؟


وفي الواقع أن ثائر يريد الهروب من واقعه المؤلم ،فهو كان هائما على وجهه ، لم يكن يدري إلى أين سيذهب.


*   *    *    *   *    *    *    *    *    *    *


وهكذا بدأ ثائر العمل مع بلال ليرافقه في جميع رحلاته، لكن ذلك لم ينسي ثائر حزنه ،فهو دائم الحزن والصمت وبل أحيانا ترورغ عينيه بالدموع.

نظر بلال أمامه وقال بغضب :


-أنظر هناك إلى تلك الناقلة المتوسطة الحجم، أنهم أولاد ال...... ينتظروني كن حريصا؟


-ومن هم .


-أنهم أعداء قداما.


(يتبع..."

تيسيرالمغاصبه 

١٥-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة