حارس الأميرة: بقلم تيسيرالمغاصبة

 " حارس الأميرة "

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-----------------------------------

      -١-

 ،، عمل جديد ،،


بالرغم من حاجتي إلى العمل للخروج من البيت وذكرياته ،إلا أني لم اكن أشعر بالإرتياح التام لعملي الجديد،

خصوصا أن عمري يقترب من الأربعين بخطى سريعة،

وعملي الجديد يقال أنه مناسب لسنوات عمري جدا، "على حد قولهم"

فأن وظيفتي تتضمن تواجدي في حديقة القصر،والتجول فيها وفي كل حين علي الجلوس على مقعد مقابل لشرفتها في 

 غياب ذويها إلى أعمالهم ،

الأب رجل اعمال ثري وزوجته أسيوية؛ نجمة عرض أزياء عالمية شهيرة،

عندما عرض علي صديقي "حسن" المقرب من رجل الأعمال  جدا كونه موظف في شركته، العمل في فيلته، 

أخذ يذكرني بأخلاقي الحسنة وأنه لهذا السبب قد إختارني لإشغال تلك الوظيفة الحساسة جدا وقد

قال مؤكدا:


-الكثير غيرك يتمنوا  أن يشغلوا  تلك الوظيفة الجميلة والمريحة ،لكني لاأثق بأحد غيرك للعمل عند 

"سميح البذار" ،وتلك الوظيفة تحتاج إلى رجل "محترم" حسن الأخلاق ولم 

أجد غيرك يتحلى بتلك الصفات ،

وحدود عملك هو الجلوس في الحديقة على مقعد مقابل الشرفة التي ستطل منها إبنته الوحيدة ، المراهقة ..وعليها كل ماطلت من الشرفة أن تراك جالسا ،أو واقفا ..وعليك تلبية طلباتها دون تأخير ..وبالطبع دون الدخول إلى الفيلا مهما كانت الأسباب ،أسمعت ياصديقي..

دون الدخول إلى الفيلا ؟


-وكيف ستخرج إلى مدرستها؟


-أن مدرستها ليست هنا ..إنها تدرس في الخارج ،هناك حيث عمل والدها في فروع شركاته الرئيسية ،وعمل زوجته النجمة الشهيرة ،وإن عملك هنا هو عام واحد فقط كلما حضروا إلى هنا مقابل أجرا مغريا؟


-تمام.


-وأن ساعات عملك منذ الصباح الباكر وحتى المساء عند حضور الأب والأم فيسمحون لك في المغادرة؟


تمام.


ثم نظر إلي وإبتسم وقال مداعبا:


-أحذر ياصديقي أن الفتاة على قدر كبير من الجمال.. وأنت ...؟


-مطلق ..انا مطلق فهمت ماتريد قوله ياصديقي ثق بي.


-ههههه لكني أعلم عن عشقك لهذا العمر وخصوصا إنها نصف أسيوية وأنت مهووس بالأسيويات؟


-ههههههه إذا لماذا إخترتني ياصديقي .


-ههههههه أنا امازحك فقط ياصديقي ،لقد كبرنا انا وأنت على ذلك؟


-لكن كيف سأخدمها وانا في الأسفل ..بما يتعلق بغير الحراسة.


-نعم ،أنت تقصد طلباتها من خارج الحديقة ،هي ستدلي 

لك سلة فيها ورقة كتبت عليها الطلبات فتذهب أنت بدورك  لتشتريها لها على أن لا تتأخر  عليها ..لاتنسى أنك حارسها أولا وأخرا ؟


-فهمت.


*   *   *    *   *   *   *   *  *   *   *   *


في صباح اليوم التالي ذهبت مع صديقي حسن في عربته إلى فيلا السيد سميح البذار، في رحلة قصيرة بينما كنت طوال الطريق  أتأمل الفلل والقصور الحديثة الرائعة،وأنا منبهر بذلك الفن المعماري الرائع،

حتى وصلنا إلى فيلا كانت من أجمل تلك الفلل ..لها حديقة واسعة منسقة فبدت كجنة على الأرض ،قال صديقي:


-هل ترى ..أن الذي نلته لم ينله "سيد سيدك"؟


كنت أنظر وانا صامت منبهر

بما أرى بينما صديقي يحدثني:


هذه الشرفة هي فقط صلة التواصل بينك وبين الأميرة الصغيرة ؟


ثم مد يده إلى مقعد بين الأشجار تتدلى منها فاكهة الكمثري والتفاح كالثريات وقال:


-وهذا المقعد هو مقعدك ،تتجول في الحديقة كل ساعة مرة ،ليعلم كل من يمر من أمام الفيلا أن للفيلا حارس ،ثم تعود وتجلس هنا 

"سلطان زمانك"؟


-..................... .


-وعند حدوث أي طارىء أن الأرقام ستكون كلها على هاتفك ،هاتف؛ الأب، والشرطة ،والإطفائية والإسعاف سأرسل الأرقام لك على الواتس؟


-تمام .


عدنا إلى باب الفيلا كان السيد سميح وإلى جانبه زوجته في جمالها الساحر وبشرتها الصفراء الرائعة في إنتظارنا ، لقد كانت زوجته أسيوية فاتنة ،وقال السيد سميح بلهجته العربية بعد أن صافحني بأحترام:


-أهلا وسهلا تشرفنا ،هل كل شيء تمام سيد حسن ؟


-كل شيء تمام سيدي سميح؟


نكشني حسن بيده في خاصرتي كي اتكلم وقلت :


-أتمنى أن أكن عند حسن ظنك بي سيدي ؟


-أشكرك..حسنا ؟


غادر الجميع فبدأت بالجولة الأولى ،ومن ثم عدت إلى مقعدي بين أشجار الفاكهة،

وأول هفوة أو ذنب لي كان قطف تفاحة مثيرة للشهية، وأخذت أقضمها بتلذذ وثم جلست ،

لحظات بينما كنت أتأمل الفاكهة الساقطة على الأرض ،رأيتها فيما بعد تقف على الشرفة منذ وقت  دون أن اتنبه إليها ،وقد فتني جمال تلك الطفلة الذي كان مزيج من الجمال العربي والأسيوي، 

لكن يبدو إنها صدمت عندما رأت أن حارسها الشخصي وونيسها يبدو في الأربعين من عمره ،عضت على شفتيها الرقيقتين المبتلتين باللعاب كشفتي الصغيرة؛ وهزت رأسها آسفة ،

كانت ترتدي بلوزتها الحفر الضيقة والتنورة القصيرة

التي كانت تكشف عن سيقان بيضاء كبياض الثلج،  فبدت كما وإنها بلا ثياب ،

نظرت إلى الأرض محرجا، وقالت بطلاقة وبضيق وتحد:


- هي انت .."عمو"..أنظر إلي ؟


كان لفض عمو الأخير كالرصاصة التي إخترقت صدري ..وهي بالطبع تعلم

وتشعر بذلك:


-تفضلي آنستي.


-هلا وقفت أمامي؟


-حاضر.


خرجت من تحت الأشجار ..وقفت أمامها.. وقالت :


-إنزع الجاكيت؟


نزعت الجاكيت ووضعته على الأرض ،وأشارت بحركة 

بيدها تطلب مني أن أستدير..إستدرت ..وبحركة أخرى طلبت أن أمشي ثلاث خطوات إلى الأمام ثم أعود،

فعلت ،ثم قالت :


-لابأس؟


-...............


ثم قالت :


-ماأسمك "عمو"؟


-أسمي سنان .


-ههههههههه أسمك سنان؟


-نعم .


-ماذا يعني سنان هههههه؟


-يعني سنان الحربة..أي مقدمتها.


-حتى لو كان كذلك ،لكن ألا ترى أنك كبير جدا على ذلك 

الأسم؟


-أبي وأمي قد أطلقوا هذا الأسم علي عند ولادتي وليس الآن.


-أباك وأمك هههههه أنتظر قليلا ياسنان ههههه؟


ذهبت قليلا عن الشرفة ..ثم عادت وأنزلت سلتها وفيها ورقة الطلبات؟


"الاحباط والصدمة وخيبة الأمل من ماتركته السنين ،والشعر الأبيض الذي بدأ يغزو مفرقي وسالفي كل ذلك جعلني أقبل لفض عمو ،لكني مدرك كل الإدراك بأن تلك الملكة يجب أن تبقى هناك في مكانها .. مرتفعة ..بعيدة عن كل سوء ،فلمت نفسي بأني لم أنحني لذلك الجمال وتلك البراءة ،وقلت راضيا:


-حاضر "عمو" ..لكن بماذا أناديك عندما أحضر ..أقصد ماأسمك .


-أسمي كاترينا يا عمو  ....سنان ههههه .


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١٦-٣-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة