الساحرة: بقلم تيسيرالمغاصبه

 "الساحرة"

قصة مسلسلة

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------

      -٦-

،، السهم المسموم،،


هل أنا في حلم ..أم هي الحقيقة..إن كان حلما ليته يطول ذلك الحلم ..لكن دون أن يتحول إلى كابوس مثل كل مرة ،

أما إن كانت حقيقة فأنا أشكر الله على تلك الحقيقة الجميلة ،

ماأن إرتطمت بي حتى إنتشر عبقها الذي لم أنساه أبدا ..لامست وجنتها وجنتي ..إبتسمت بخجل شديد .. سرى في جسدي بأكمله ذلك الخدر والذي سببه الشوق ..واللهفة،

تغير وضع غطاء رأسها كاشفا بعض خصلات شعرها،فبدى كموج يدعوني إلى العمق ..صمت ..في تلك اللحظة نسيت كل ماأردت قوله لها ..ونسيت كل ماأعددته لتلك اللحظة ،

كدت أن أضمها وأن ألثم شفتيها ،لكني تراجعت مقدرا خجلها الشديد، 

إستمر صمتي بينما أنا أتأمل وجنتيها وعينيها الواسعتين ..وأشرب ..وأثملمنهن..أيقظتني من هيامي بأبتسامتها الجميلة ..الخجلة بسيناريو تكرر ثانية كمن تتمرن على الحفظ مما زاد ذلك في تشتيت ذهني:


-مرحبا أخي؟


-................. !!


أخي..ماذا يعني ذلك ..وهل هو حلم مكرر ..لم أعد أفهم شيئا..تابعت :


-أ..أنا...أختك حسناء ..سأتكلم معك "من الآخر"؟


-............... .!!


-لن أطيل عليك ..أنا من سكان إربد وأعمل هنا في عمان، وقد نفذت نقودي وأريد لو تكرمت أن تقرضني دينار ونصف فقط لأتمكن من العودة إلى بيتي ؟


-................ !!


بقيت أنظر إلى فمها وإبتسامتها وتقاطيع وجهها واحاول أن أحلل من أين  لها تلك المقدرة الرهيبة في اللعب بالعواطف،والمشاعر، 

إذا هذا هو تفسير الحلم الجميل الذي سرعان مايتحول إلى كابوس ..أن الصدمة جعلتني أنزف وبشدة ، 

هي متسولة ..تقوم بأداء دورها ببراعة وإتقان على مسرح الحياة..وقد نسيت إنها قد إلتقتني من قبل ..آه من سخرية القدر ،

لكن كعادتي إلتمست لها العذر ..قد تكون الظروف هي التي دفعتها إلى التسول ..قد يكون الزمن قد جار عليها،وقد أكون أنا من سيخرجها من ذلك  البؤوس والشقاء إلى الحياة ..لكن مظهرها لايوحي بذلك ،

ولكن أن هذا لن يغير شيئا ..أني لازلت أحبها ..لازلت هائما بها ..ولا أستطيع العيش بدونها أبدا..

بقيت أنظر إليها وكانت تلك أصعب لحظة يمكن أن أمر بها ..لقد تغير كل ماأعددته للحديث معها ..كيف سأبدأ ..ومن أين سأبدأ..فأن حسناء السابقة  هي غير حسناء الحالية ..لكني إستجمعت كل شجاعتي وبادرتها:


-كيف حالك ياحسناء؟


نظرت إلي بدهشة ،ثم تابعت:


-أسمحي لي أنا أيضا أن أحدثك "من الآخر"؟


قالت وهي تقترب مني أكثر لتسقيني من خمر عينيها :


-تفضل ياأستاذ .


-أنا اعمل موظفا في الشركة القريبة من هنا ،ومرتبي جيد ؟


-........... .


-أنا أحبك واعرض عليك الزواج؟


لفحتني أنفاسها العطرة القريبة جدا مني ..ضحكت بإنوثة مفرطة ليس لها مثيل ،تمايلت كما وإنها ستسقط أرضا من شدة الدلال ..فقد بدت كريشة نعام تداعبها نسمات الهواء وقالت:


-أنت تحبني حقا؟


-نعم هل توافقين على الزواج بي.


-هههههههه وتقول أنك موظف؟


قلت بتحد :


-أنا أحبك ولن أقبل أن تضيعي من يدي ثانية .

بدأت ملامحها بالتغير وقالت:


-ثانية...أكنت تعرفني سابقا؟


-نعم ألم التقيك قبل عدة أشهر وفي ذلك المكان وفي نفس الموقف وقد أقرضتك دينار ونصف ؟


عند سماعها ذلك الكلام بدأت تتغير وتتحول إلى إمراة أخرى لاتمتلك أي من الجمال والإنوثة  ..وقد نزعت غطاء الرأس وتركت شعرها ينسدل على كتفيها ..ثم تجمع الزبد على شفتيها وتغيرت نبرة صوتها ..بدت أكثر خشونة ..فنظرت إلي بعيون تقدح شرارا.


(يتبع..)

تيسيرالمغاصبه 

٩-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة