الساحرة: بقلم تيسير المغاصبة

 "الساحرة "

قصة مسلسلة

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

----------------------------------------

     -٥-

،،أيها القلب،،


إنها هي ..كما رأيتها في اليوم السابق ..لكنها قد إزدادت جمالا وسحرا ،أبتسمت إبتسامتها الجميلة كاشفة عن صف اللؤلؤ من جديد ..قلت بسعادة :


-كنت أعلم أنك ستحضرين ؟


-حقا حبيبي .


-لقد مر اليوم علي كما وأنه أعوام طويلة؟


-لقد كنت أبادلك نفس الشعور وأكثر ياحبيبي .


-تعالي وإسقني لأروي ضمأي؟


فتحت ذراعاي ..لكنها جذبتني إليها بقوة وكادت أن تحطم عظامي لقد تحولت إلى عجوز قبيحة جدا فأخذت تضحك ضحكتها القبيحة المرتفعة وهي تقول لي من خلال ضحكاتها :


-أيها الغبي؟


ثم إمتطت مكنستها وحلقت بها عاليا.

أفقت من النوم فزعا على قرع جرس الشركة،وقد ظهر نور الشمس وبدأ العمل .


*   *    *    *    *    *   *   *   *   *


في ذلك اليوم كان الوقت يمر ببطء، وأصبح النهار كما وأنه دهر ،فكنت أتلفت حولي لعلها تأتي في النهار ..ربما،

أخيرا إنتهت ساعات العمل وغادر الجميع و..بقيت وحدي  ..بقيت أنتظر ،ثم خطرت لي فكرة جميلة  وهي  أن أقوم بأعداد المكان  وإشعال الشموع لأستقبالها حتى يكون ذلك أجمل مفاجأة لها ..وأنا قد إتخذت قراري بأن أصارحها بحبي ..لن أجعلها تضيع من يدي ثانية،

لكني إنتظرت وإنتظرت ولم تحضر لاعلى الموعد المتفق عليه،ولاحتى بعده ..إلتمست لها الأعذار ،نهضت خارجا..أغلقت  باب العمل وتوجهت إلى الشارع نفسه لأتجول فيه ،لعلها تريد لقائي هناك ،

طال تجوالي وكنت أتلفت حولي لعلها تأتي ..لكنها لم تأتي أبدا ..تأخر الوقت وعدت إلى عملي .


*  *   *   *   *   *    *   *   *  *   *    *


مرت الأيام ...

وكنت دائما أتأخر في عملي لعل وعسى أن تحضر ..لازال لدي أمل ..ولازالت لاتفارق خيالي ،

أذهب إلى الشارع المظلم وأتجول فيه وكلما سمعت وقع خطوات ورائي كان قلبي يخفق بشدة لظني بإنها خطواتها ..خطوات حسناء،

وكنت كلما مررت بالمكان الذي إلتقيتها فيه أول مرة  أقف وأنتظر..وأتلفت.. تماما كالطفل الضال عسى أن تراني أو أنا ألمحها ..لكن دون جدوى،وأصبح  الأمل في لقائها  ضعيفا جدا ،وقد تملكت كل كياني واحلام نومي  ويقظتي، ويتكرر الحلم الجميل الذي يتحول إلى كابوس،فكلما إلتقيتها كانت تبتسم إبتسامتها الساحرة وتفتح ذراعيها لتعانقني بشوق وتقول لي :


أعتذر عن التأخير ياحبيبي؟


وماأن احتضنها حتى تتحول إلى ساحرة عجوز  قبيحة الوجه ..فتضحك ضحكتها القبيحة ومن ثم تمتطي مكنستها وتحلق عاليا،وكنت أصحو من نومي فزعا، لماذا يتحول الحلم الجميل إلى كابوس ،وماهي حكاية الساحرة في حياتي منذ أيام طفولتي،

تمر الأيام ثقيلة ..ويكون مر على غيابها ثلاثة شهور ..ولايزال حبي لها يزداد ..لم تكن صورتها تغيب عن ناظري ..ليتني سألتها عن عنوانها ..أو عنوان عملها لابحث عنها ..كيف غاب ذلك عن ذهني ،

أعود كالعادة إلى عملي بعد تجوالي في الشارع المظلم ،

أجلس في الصالة أمام التلفزيون  ..أمسك بجهاز التحكم ..أقلب المحطات باحثا عن أي شيء يبعد عني ذلك الضيق ..ويخفف عني آلام العشق.. والهيام..والشوق،

أتوقف عند محطة وثائقية..فقررت المبيت أيضا في تلك الليلة أيضا منذ الشهور الثلاثة وانا أبيت في عملي ..على أمل اللقاء بها،

أبهرتني طريقة المعلق الرائعة وهو يصف المشهد الذي كان لقط بري عنيد كان يحاصر أفعى مخيفة جدا تقشعر لها الأبدان ،كان القط يصر على القتال،بينما كانت الأفعى في وضع إستعداد ،

أخيرا شعرت الأفعى بأن القط لن يتراجع أبدا ..هنا إلتفت على بعضها وإستعملت سلاحها الأخير ،غير المواجهة بأنيابها ..فهي تريد الحياة ..ولن تقتل نفسها أبدا،فتظاهرت بإنها ميته..بدأت بإفراز مادة  كريهة الرائحة جدا لتوهم القط  بإنها ميته ،ثم بقيت بلا حراك حتى انزعج القط من رائحتها الكريهة مصدقا إنها ميته، ثم تركها وذهب،وبذلك نجت الأفعى ،ثم زحفت لتختفي بين الحشائش،لم أجد شيئا أخر يلفت إنتباهي على المحطات ..نهضت وتوجهت إلى المرآة ..وقفت أمامها.. نظرت أشاهد إنعكاسي فيها ..تأملت وجهي ..قد طالت لحيتي..تذكرت أن أحد الأصدقاء قال لي أن اللحية جميلة على وجهي ،حتى لو كان كذلك ،فلتبقى لبعض الأيام ،شعرت بالضيق من جديد فقررت الخروج إلى ذلك الشارع من جديد ،أغلقت الباب ..سرت في نفس الشارع الذي إلتقينا فيه سابقا ..أنا وحسناء ..شعرت بخطوات تتبعني ..وقد إقتربت مني كثيرا كما حدث قبل أشهر ..إنها شبيه بخطواتها ..أن الموقف يتكرر ..هل هي حقيقة..أم أنا في حلم..لكني لاأستطيع أن أكذب قلبي ..وإحساسي..إنها هي ..نفس رائحتها ..إنها ورائي مباشرة كما حدث في السابق ..في أللقاء الأول..هل ألتفت ..أم سأصدم ..لابد أن ألتفت ..وإلتفت بسرعة واصطدمت بي مثل المرة الأولى تماما.. فأنتشر عبقها ..ضحكت خجلة وقالت برقة وخجل، وبنفس إنوثتها المفرطة:


-أنا آسفة..آسفة جدا.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٨-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة