الساحرة: بقلم تيسيرالمغاصبه

 (الساحرة )

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------

        -١-

 ،،الشارع المظلم،،


أخرج من بيتي كالعادة في الساعة الثالثة مساء كي أصل إلى عملي الجديد في الساعة الرابعة تقريبا ،

مثل كل يوم ..منذ أن شغلت تلك الوظيفة المرهقة في وسط عمان بمنطقة مزدحمة في البنايات ؛لاأحد يعرف الأخر هناك ،وذلك عدا عن زحمة العربات والمارة في النهار،

أنا لااعرف حقيقة ماهو الشيء الذي جعلني أقبل بتلك الوظيفة البعيدة عن مكان سكني ،ولاأعلم أيضا ما هو الشيء الذي جعلني أستمر فيها،

قبلت بالرغم من أن العمل لايلائمني أبدا، كونه عمل مسائي بينما أنا أفضل العمل النهاري ،لكن ربما أن الجو الأسري لايلائمني أيضا كشاب أعزب..الجو المليء بالمشاحنات والصراعات مع الإخوة ،قد يكون ذلك السبب الذي جعلني أبحث عن متنفس في مكان أخر ،هناك أجلس مع نفسي ..واتفرغ للكتابة ايضا،

هنا أستطيع التأمل من خلال الشرفة المرتفعة ،وفيها أستطيع الجلوس للنظر إلى الفلل والمباني والمارة ،وهم قلة ،

فأشاهد كوخ رجل شرطة يعمل حارسا لأحدى فلل المسؤولين، 

وذلك الكوخ الخشبي يقع في منتصف الشارع المنزوي ،الضيق ،ذلك الشارع المظلم الذي يجب أن أمر فيه كل يوم عندما أحضر إلى عملي هذا ،وعند مغادرتي في المساء ..ويكون حينها الوقت متأخر جدا ،وذلك أيضا إذا عدت إلى بيتي ولم أقضي ليلتي في العمل لأن المواصلات من عربات وباصات تتوقف في وقت مبكر فأضطر إلى المبيت في عملي ،

أعشق الوحدة كثيرا ولا أخشاها مثل غيري من الناس ،متى ماشعرت برغبة في ترك شرفتي والدخول إلى صالة الاجتماعات الخالية والجلوس أمام التلفزيون ،لربنا يعرض شيء جميل يشد إنتباهي ...ربما،

وعلى الأغلب لايوجد ،

بعض أفلام الرسوم المتحركة الجديدة مثل سفنج بوب الممل والغير مقنع ،تعود بي الذاكرة إلى المسلسلات الكرتونية القديمة الجميلة والتي كانت تناسب جيلنا ،القصص الإنسانية المؤثرة،

تذكرت أفلام الرسوم المتحركة القصيرة مثل الساحرة التي تمتطي مكنستها وتحلق بها في السماء ،ليتني أستطيع إمتطاء مكنستي في العمل ..مثلها لتصبح وسيلة توصلني من وإلى العمل بدل العربات ..هكذا في الهواء الطلق وبدل المرور من ذلك الشارع المظلم الكئيب كل يوم،

أترك التلفزيون "يسلي نفسه" وأتوجه نحو شرفتي لاجلس على مقعدي فيها وانظر إلى أوراق الشجر التي تعبث بها الرياح في الشارع فأشعر بالاكتئاب ،أنا كشاب لاينقصني سوى ..حبيبة ..جميلة ....

وفية ..أحبها وتحبني ..وتشاركني وحدتي ، فأصبح تفكيري في الزواج والإستقرار جديا وأنا في ذلك العمل الجديد،

مع ذلك التفكير ..والحنين أحول نظري نحو القمر البعيد.. و..اتنهد ،

رأيتها في السماء على ضوء القمر ،

خيل إلي أني رأيتها ..إنها الساحرة تمتطي مكنستها وتحلق مارة من أمام القمر ،سمعت ضحكتها الساخرة..القبيحة ،أبتسمت ونهضت تاركا الشرفة والقمر ..أبتسمت ساخرا من ماأتمناه في زمن المادة وتوجهت إلى فراشي لأستلقي فيه وأتامل السقف 

حتى أنام و...احلم. 

(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٣١-٣-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة