عزرائيل: بقلم تيسيرالمغاصبة

 "عزرائيل"

قصة مسلسلة

بقلم :

تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------

    -٥-

،،لن أعيش بدونك،،


تابع بلال حديثه :


-لقد كانت أصغرهن عمرا ،كانت  صغيرة..فإكتشفت علاقتها  بإبن الجيران بطريقتي  ..مستحل أن يحدث أي شيء في بيوتي جميعها دون أن أعلم به حتى وأنا بعيد..لقد كان الشيطان نفسه يخشاني ههههههههه أنصحك أخي ثائر بأن لاتتزوج من فتاة صغيرة لإنها حتما ستعشق غيرك ،ولابد أن تخونك إسأل خبير بالنساء؟


-ليس جميع النساء أخي بلال.


-أغلبهن،صدقني؟


بالرغم من الصداقة وعهد الإخوة التي نشأت بين ثائر وبلال ،ومحبة ثائر لبلال إلا أن ذلك لم ينسيه حزنه..فهو دائم الحزن ،وكذلك البكاء في خلوته ..أن دموعه لاتجف أبدا عن وجنتيه وقد إتخذ مجراها لونه الأحمر،

كان ثائر قد إستأجر منزلا في تلك القرية البعيدة عن عمان لتبقى زوجته آيات قريبة من أهلها فيما لو حدث لها أي طارىء بسبب إشتداد نوبات الربو خصوصا في فصل الشتاء ،

فكان يمضي عندها عطلة نهاية الأسبوع ؛الجمعة والسبت،وأن ذلك البعد قد زادهما شوقا لبعضهما ، فكانا يلتقيان كالعشاق بعد فراق طويل ،كان يعود إليها محملا بما تحب وتشتهي من الهدايا والفاكهة والحلوى ،

فكانت تنتظره في منزلهما وهي مرتدية كامل زينتها ،

فيدخل ثائر إليها لتحتضنه بلهفة وشوق كالطفلة تماما، فتختفي بين أحضانه فتكاد لاتظهر لصغر حجمها ونحولها،

من جديد تخرجه ضحكة بلال المرتفعة وضربة كفه على ركبته وهو يضحك :


-بالله عليك هل رأيت مثل هذا؟


فيرد ثائر دون أن يعلم عن ماذا كان يتحدث:


-حقا شيء عجيب.


تمر الناقلة بأرض مستوية فينحدر بلال إليها ليبعدها عن الطريق..ثم يوقفها فيقول لثائر:


-لنسترح هنا للصلاة وتناول الغداء والراحة،ومن  ثم نواصل أخي ثائر؟


-جيد أنا بحاجة إلى بعض الهواء النقي بعيدا عن رائحة الوقود.


يحمل ثائر قطعة السجاد بينما يحمل بلال حافظات الطعام والماء ويبتعدان  عن

الناقلة ويفترشان الأرض ويوقدان النار من جديد،

يستمر بلال بالحديث عن حياته الماضية إثناء تناول الطعام :


-إن الإنسان يستغفر الله كلما تذكر أفعاله الماضية التي تغضب الله ،لكن بعض الذكريات تفرض نفسها عليه،بل ويكون عنده رغبة ملحة في تذكرها؟


ثم إبتسم وقال :


-خصوصا مايتعلق بالفتيات الصغيرات؟


-يبدو أنك تحب النساء حد الهوس.


-جدا جدا ..فأنا أتمنى لو عشت في جزيرة للنساء فقط.. وأن أكن أنا الرجل الوحيد فيها؟


-أريد إن أسألك سؤالا أخي بلال .


-تفضل ؟


-كيف تستطيع القيام بواجبك من تلك الناحية مع هذا العدد الكبير من الزوجات ..دون مبالغة  بالقول.


-هههههههههه ألم أقل بأنك داهية هههههههه فهمت سؤالك ..لكنك لن تصدقني ؟


-سأصدقك ..عموما وإن لم أصدقك فأن ذلك لن يؤثر بشيء.


-صدقت ..إذا كان كذلك فأنا أستطيع القيام بواجبي وأن أمر على كل زوجة قريبة في نفس اليوم دون أن أرهق نفسي؟


كان ثائر يستغرب من أحاديث كثير من الرجال بهذا الشأن ،ويندهش من تلك المبالغات الغير مقنعة،والتي لاداعي لها ،يتابع بلال:


-نعم...وإلا كيف سيمنح الله من يموت شهيدا سبعين حورية في الجنة ؟


-لكن في الجنة ،هذا إن كنا من أهل الجنة ،هناك ستكون الأوضاع مختلفة من جميع النواحي.


إبتسم بلال  وقال:


-أتتمنى الجهاد والموت  في سبيل الله أخي ثائر ؟


تأكد ثائر بأنه قد إنحرف عن الطريق السليم وأنه قد إبتعد عن الله كثيرا منذ فاجعته،

لكنه منذ أن تزوج من آيات فأنه كان قد إكتفى بها وحدها ولايريد أي حورية ،ولن يستبدلها بجميع نساء الأرض،ويريدها هي فقط في الدنيا وفي الدار الآخرة أيضا.


*   *    *    *    *    *    *    *    *    *


كان ثائر طوال حياته وكما يقال بالأمثال "يمشي الحيط الحيط ويقول يارب الستر"

وعندما كان ملتزما لم ينضم إلى أي جماعة ..كذلك لم يطلق لحيته ،ولم يرتدي "الدشاديش" ،وكان يرتدي البدلات الرسمية ،

ولم يكن الجهاد واردا في أفكاره ومشاريعه القادمة ، فلم يكن يحلم سوى ببيت وأسرة وأولاد وامرأة صالحة تحبه ويحبها،

نهض ثائر وإبتعد عن بلال لقضاء حاجة ،هناك تجول مستنشقا الهواء الصحراوي ..فكان يرى آيات في كل مكان ينظر إليه ..الجبال ..الصخور ..الوديان،

أخرج سلاحه ..أعده ووضع فوهته على رأسه محاولا إطلاق  النار على نفسه ووضع حدا لرحلة الحزن التي بدأت منذ أسابيع قليلة ،وكاد أن يضغط على الزناد ،لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ،

عاد إلى بلال ..لكنه وقبل أن يصل إليه سمع صوت تمتمة ..أبطأ من سيره ليراقب مايحدث ،فرأى رجلا قد أمر بلال بالسجود  على الأرض تحت تهديد السلاح ثم وضع فوهة السلاح على رأسه.


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

١٧-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة