قبل شروق الشمس: بقلم تيسير المغاصبة

 (قبل شروق الشمس)

     قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-----------------------------------

     -٢-

،،عودة إلى البداية،،


بخلاف صديقي نهاد الذي يفضل الجلوس في الأماكن 

المزدحمة بالناس،

والمارة ..وخصوصا الفتيات،

ينظر إليهم ويعلق على كل من يراه ، يمدح الجمال ويسخر من القباحة،

فأنا أفضل الجلوس أمام البحر أو أي مكان مطل على

البحر ،

لأنه يطربني صوت تلاطم الأمواج،ومنظر البحر الجميل خصوصا في وقت الغروب،

تركت صديقي نهاد وتوجهت 

إلى أبعد مكان في المطعم وجلست على شرفة لاأرى فيها أحدا ..سوى البحر والصخور والطيور،

قبل ذهابي بلحظات كان هذا الحوار مع  لصديقي:


-إلى أين؟


-أنت الذي عزمتني

 ياصديقي وإما أن تلحق بي

إلى الشرفة  ،وإما أن تتركني

هناك وتأكل وحدك هنا .


قال :


-فعلا أنت إنسان غريب الأطوار ،من يترك الورود هنا

ويذهب لينظر إلى البحر ؟


"يقصد بالورود الفتيات" رديت عليه:


-أنا هكذا ..بأمكانك أن تبقى 

هنا وتشم الورود وحدك أما انا فقد تنازلت لك عن حصتي من الورود؟

 


-أمرك "ياغالي تدلل"؟


-ألا تريد راحتي ياصديقي 

وانا في ضيافتك؟


-هذا شيء أكيد هههههه بأمكانك ان تعتبر نفسك "عريس" وانت في ضيافتي"ياغلي"؟


-ههههههه أشكرك ياصديقي.


-لكن تجهيز الطعام والأسماك 

الطازجة يحتاج إلى وقت طويل لذا إجلس هناك كما تشاء ودعني انا أجلس في

الداخل حتى يتم إعداد الطعام ؟


-حسنا ..إذهب أنت لشم 

الورود هههههه لكن لاتحاول قطفها هههههه حتى لاتسقط؟


بقيت أنظر إلى أسفل الشرفة بينما الأمواج تندفع باتجاهي ثم ترتطم بجدار المطعم وتتكسر متناثرة كالماس،وتتشتت في أسفل 

الشرفة،

أسماك صغيرة تطل برؤوسها كما وإنها تريد التحدث إلي ثم تخفي رؤوسها من جديد،

لعلها تطلب طعاما أو إنها إعتادت على أن تلتقط فتافيت الطعام من هنا ..من تلك الشرفة ،يلقيها أحدهم إليها من رواد المطعم،

أو أن تلك الأسماك تعتقد بأني انا صديقها الذي يطعمها ،ليتني كنت كذلك، لعلها لاتعلم بأني قد حضرت إلى هنا لأكلها،

عكس إعتقادك هو الصحيح يا صديقاتي،

لاأعلم ماهذا الهوس في الجنس اللطيف الذي يعيش فيه صديقي نهاد ..ههههههه أنه بالفعل إنسان غريب ..يمكن أن يدفع أي ثمن مقابل التعرف على فتاة ،ويالسعادته عندما تضحك معه فتاة ،ولهذا هو سريع السقوط لأنه سريع الوقوع في الحب ..هكذا دون تفكير ودون تحكيم العقل ،ولكن هذا هو الحب ..لماذا ألومه ،

و لهذا السبب أن نهاد يبدد كل مايملكه من مال على الفتيات بالرغم من مستواه المادي الممتاز جدا كونه موظف في شركة مرموقة لها فروع في كل مكان،

يقال أن مايملكه ليس له وإنما ينفقه إما على الفتيات أو على أصدقاؤه بسبب كرمه الحاتمي  الزائد، 

أنصحه دائما بأن يتزوج ويستقر كي ينفق ذلك كله على أسرته ،لكنه غير مقتنع بفكرة الزواج وهو رافضها من أساسها على حد قوله،

أما أنا فأفضل الحب الحقيقي ..ولهذا السبب أنتقل من صدمة إلى أخرى ..ومن تجربة فاشلة إلى تجربة فاشلة أخرى ،لكن الإنسان من الصعب أن يغير أطباعه،ومشاعره،

ولهذا يصفني جميع أصدقائي بأني خيالي أعيش في وهم ،

نظراتي المركزة إلى أبعد نقطة في أسفل الشرفة حيث تتكسر الأمواج، ابعدتني كثيرا عن مشاهدة المزيد من الجمال من خلال تأمل البحر والصخور البعيدة ،

حيث لم أشاهدها سوى في اللحظة الأخيرة عندما كانت تجلس على صخرة بعيدة في وسط البحر ..كيف وصلت إلى هناك ..والله انا الشاب لايمكن أن أصل إلى هناك !!

كانت تجلس خجلة بالرغم من إنها وحدها في عرض البحر ،أو ربما تكون حزينة ..

أو يائسة، أو تعرضت لصدمة عاطفية ولم تستطع الخروج منها ،

ومع غروب الشمس بدت كلوحة رائعة رسمها فنان ،

لحظات وقفزت في الماء،في 

بداية الأمر إعتقدت بإنها سوف تسبح بإتجاه المطعم لأنه كان هو الأقرب إليها ،لكني لم أراها تسبح أبدا في أي إتجاه، بل لم تظهر أبدا، إنتفضت واقفا ومستعدا  وقلت بقلق:


-ياإللهي لعلها تغرق؟

(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

١-٣-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة