الساحرة: بقلم تيسيرالمغاصبه

 "الساحرة "

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

---------------------------------------------

    -٢-

،،ليس وحدي في العاصفة،،


في المساء ،وعند المغادرة ،هذا فيما لو تمكنت من المغادرة والعودة إلى بيتي للنوم في فراشي الدافء محتضنا وسادتي الوفية،عندها يكون لذلك الشارع سحر عجيب وتناقض أكثر من عجيب يعبثان بعواطفي ،

أنه يجمع مابين الرومنسية والوحشة معا ،وأحتار بين أن أبقى في ذلك الشارع  أو أن أبطىء في خطواتي ،أو أن أستعجل الخطوات وبذلك أنهي أحلامي وأماني المشتتة،

عاصفة غريبة أفزعتني عندما مرت من جانبي بالرغم من أن الأجواء لطيفة  هادئة والأجواء المستقرة بحسب النشرة الجوية "إن صدقت"،

يالها من عاصفة قامت بتشتيت وإفزاع   أوراق الشجر الساكنة ،المبتلة هنا وهناك،تتجاوزني العاصفة التي تحمل معها جسم أسود يمر بسرعة من جانبي دون أن أتمكن من تبينه،

أو لعلي أحلم ،وهل من الممكن أن يحلم المرء وهو سائر !!،غير مهم..غير مهم،

أستعيظ بالله مما خلق فأتابع المشي طالما أني خلقت لأمشي..وفرض علي المشي ،وهو من ما فرض علي من القوانين الدنيوية والسماوية،والفزع الأكبر،

قانون وضع لي خارطة الطريق كما وأني عربة ،...أه 

تمر عربة من جانبي مسرعة ،تزاحمني على الطريق ؛بالرغم من إتساع الطريق ،تنثر من حولي أوراق الشجر والمياه الملوثة، ملوثة... 

"كسائق العربة"تماما ،فأشعر بالبرودة ..تلك البرودة التي نشعر بها عندما نحتاج إلى صدر دافىء يضمنا،في ذلك الوقت وتلك الأجواء، الدفء 

العاطفي ..قد يكون كذلك ..فأنا لاأستطيع أن أجد أي تفسير لعواطفي المشتتة،

لكني بالفعل بحاجة ماسة "إليها" فأحيانا تكون الوحدة موحشة..قاتلة ..خصوصا الوحدة بدونها ..إنها السكن ..والمودة ..والرحمة ،

لله حكمة في ذلك ،وقد تكون نار مستعرة ،لابأس أريدها مع نارها ،فلابد من التجربة،لقد خلقنا في كبد،

وأنا كشاب ..صغير ..تضج فيه الحيوية وفي الوقت نفسه يرفض الانحراف ،إن لم يكن إيمانا فهو قناعة واحتراما لذلك الجسد الرشيق ،الجميل ،

ألقي التحية على الجندي الصامت والذي يقف كالنصب التذكاري لضحايا الحرب ،بينما هو لازال منتصبا على باب كوخه أمام الفيلا ،أحيانا يرد التحية ،وأحيانا أخرى يكون شارد الذهن ..أو في علاقة ساخنة مع سيجارته،ولايرد،

لاعليك أنت تحرسهم وأنا أخدمهم ..ونموت وقوفا،وهم في دفء دائم،

لكن ..في بعض الأحيان كان ينتظر مني التحية ليشعر ببعض الونس بدلا من صوت الرياح وخشخشات أوراق الشجر،

كثيرا ماأشعر أن خطوات تتبعني ..لكني ليس دائما أكون فضولي كي أستدير وأنظر ورائي ،أو أني لااحب النظر إلى الوراء ،كي أختصر طريق الدنيا ،

وربما أن صاحب الخطوات يريد التحدث إلي لكنه يتردد ومن ثم يتراجع في اللحظة الأخيرة ،

أو لربما تكون تلك الساحرة التي تلاحقني منذ طفولتي وهي تمتطي مكنستها وتنطلق بسرعة قسوى ،تفوق في سرعتها تلك العربات ،

تلك الساحرة التي تمر من جانبي دائما وتضحك دون أن تتوقف وتسألني عن أمنياتي؛وأن  تحقق لي على الأقل أمنية واحدة،

لكن هذه المرة لاأعرف لماذا قلبي يخفق بشدة ..خفقات من نوع أخر عند سماع وقع تلك الخطوات المترددة ورائي،وهذه المرة؛

توقفت فجأة ....


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

٢-٤-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة