عجوز الوادي: بقلم تيسير مغاصبه

 (عجوز الوادي )

قصة مسلسلة 

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

      -١٥-

،،فراق لابد منه ،،


إلتقيتها في نفس المكان الذي شهد حبنا والعهد 

الذي قطعناه معا بأن نكون لبعضنا،

تفاجأت بأنها هي أيضا قد سبقتني إلى هناك ،

فكنا كما وأن قلوبنا على موعد،

وقفنا معا بدأنا في لغة الإشارة بالأيدي بأننا لن

نهتم ولن نضعف أمام جميع التحديات من حولنا،

لأن حبنا أقوى من كل الظروف، بعد ذلك لتبدأ لغة

 العيون ،

إستمرت لقاءاتنا تحت شجرة التفاح ذاتها التي 

بدأناها بالتفاحة ..وهناك سترنا أنفسنا بأوراق  

الشجر ،

هناك نلتقي  على أصوات جريان القناة و

أصوات زقزقة العصافير ،وحرية الحب ..ولأني 

لا أعرف اسمها وربما لايكون لها اسما أصلا ،قلت

لها أني قد سميتها سمراء ،وقد أعجبها ذلك 

الاسم بالعربية وكانت تلفظة بلسانها شامرا 

وقد أعجبني بلسانها أكثر وقررت أن يكون شامرا،

في إحدى المرات سبقت شامرا إلى هناك فرأيت

إمراة أخرى كانت تنتظرني ..فهمت من نظرتها 

وإبتسامتها أنها تريدني ..لكني رفضت وطلبت 

منها أن تترك ذلك المكان وتذهب .


*    *    *    *    *    *   *   *    *    *    *    *


بعد أيام أتفاجأ بالمرأة التي كانت هناك تحذو 

حذو شامرا بأن سترت نفسها بورق الشجر لتكون

كشامرا ،

بل وتطور الأمر بها بأن زجرت حر أيضا عندما 

إقترب منها ،بعد إذن نظرت إليها وإبتسمت مشجعا

وأعطيتها إشارت إعجاب بيدي فشعرت بالسعادة

الغامرة،

ويبدو أن شامرا قد كان لها تأثيرا أيضا على بعض

نساء القبيلة .


*   *   *    *   *    *    *    *    *    *    *    *   *


ثارت ثورة حر فرايته يقترب من زعيم القبيلة 

ويحدثه عني وكانا ينظران إلي في كل حين إثناء 

حديثهما، ولاحظت أن عين الزعيم تقدح شرارا،

فهمت من حديث حر له أني إذا  بقيت هنا فسوف

أفسد عقول أهل القبيلة ..

 ،فالأفضل إعادتي 

من حيث أتيت أو الموت ،

بعد ذلك طلب زعيم القبيلة شامرا واخبرها بأنه

سيقتلني بسببها ..لكنها أخذت ترجوه بأن يعفو 

عني وإن يعيدني إلى موطني وأنها مستعدة 

لكل مايطلبه منها ،فقامت بنزع أوراق الشجر 

التي كانت تسترها،وعندما وافق زعيم القبيلة 

على كلامها نظرت إلي بخيبة أمل وحزن وثم أجهشت بالبكاء و تركته وجرت من أمامه ،


أقترب  زعيم القبيلة مني ومعه حر الذي كان 

ينظر إلي وهو فرح بنشوة النصر ..أمر الزعيم بعض 

الرجال بتوثيق يدي وقدمي ثم حملوني وساروا 

بي إلى قمة الجبل ووضعوني عليه وغادروا،

لحظات وسمعت صوت رفرفت اجنحة الطائر..

هبط من السماء كالمظلة وحملني وحلق بي 

برحلة العودة ،


*   *    *   *    *    *    *    *    *    *    *    *


كانت الرحلة طويلة جدا كسابقتها ..إختفت 

الغابات والأنهار والجزر ثم بدأت الصحاري والوديان والصخور ،

حط الطائر في نفس المكان الذي أخذني منه 

سابقا بين الخيام الممزقة المهجورة ..تركني هناك

 وحلق  من جديد مبتعدا.


(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه 

٢٨-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة