مواسم البكاء: بقلم سليم العريض

 قصيدة نثر 

*  مواسم البكاء  *


  لم تَعُد مواسمُ البكاء 

تسقي سوى ألماً مقيماً

    نسميه وطن 

أقدم ٌ بحارٍ عرفته الحقيقة 

 يجدفُ في فضاء آخر ...

بيمنا كانت السماء تمطر فرحاً 

 كان يغط في حزنٍ عميق 

مرَّ ضوءٌ يتفيءُ  في هدوء بازدحام ٍ قلق 

 نهرته غضبة ريح ٍ

تغتصب  المكان 

همست  

لا تصدقهم يا أخي ... 

إنهم يلعنون الكفر لكنهم يطعمونه للبشر 

و يعلنون الإيمان 

بينما يعدمون أَتباعه بتهمة زراعة الأفيون

على سطح القمر 

اهرب إلى ارتحالٍ جديد 

أنت بائسٌ بما يكفي... كي تقوى على القتال لصنع وطن

إنهم يتنافسون في اختراع الألم 

يريدون إخصاء ابتسامتك الجميلة ...

ها قد بدأ المهرطقون حفل عواءٍ جديد 

وحشةُ المكان تمارسُ الرذيلةَ مع الوقت الوقح 

ضجت دموع متجمدة  في مقلتي رجل ثلج فانفجر  

الشمعة لازالت تتسكع في أروقة الحيرة ...

عيناي سائمتان في جفاف 

 متى ياترى سينقضي هذا الشتاء ؟

 أيها الشر  هل أنت عابرٌ أم مقيمٌ في عِرضنا ؟ 

 ...في صخب الصفير 

و الريحُ تغالبُ أَرتالَ البرودةِ و الجليد 

لا تُسمعُ أيُ إجابة !

يا رجل الثلج 

توضأ بنجاسة أفعالك واذهب للصلاة 

إن كنتَ نقياً حقاً لن تصليَّ في حانةٍ للبغاء 

 لن تفطر حين تصوم

 على نبضِ دمٍ تَيَبس

 في عروق طفلٍ لاجيء

 الجوع لم يكن السبب ... 

و لم يعد هنا بيوت لمراسمِ العزاء 

 أما بخصوصِ حفل العواء  

 لا زال المهرطقون 

 يوثقون شتاتاتِ الضوء الناجية وراء البحر بحبات المطر  

 متى سينتهي في موطني هذا الشتاء ؟ 

متى سنستفيقُ من هذا الهراء ؟ 

متى سيحلق الفينيق 

مغادراً مواسم البكاء ؟ 


بقلمي : سليم العريض 

        فلسطين 

30 - 1- 2022م

اللوحة بريشة العملاق : الفنان العراقي خالد الجابري.


تعليقات

المشاركات الشائعة