عجوز الوادي بقلم تيسير مغاصبة

 (عجوز الوادي)

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------------------------

    -١٦-

،،،رحلة العودة،،،


* البدوية،،،،


يبدو أن الطيور لم تبقي على  أحد من سكان 

الخيام..لقد إقتلعت الإرهاب من جذوره،

سمعت صوت حوافر دابة ورائي ..إستطعت الجلوس بالرغم من أنهم قد شدو وثاقي جيدا..

يبدو أنهم لم يكونوا يريدون لي النجاة وقد 

وضعوني طعاما  للوحوش،

سمعت أبيات  الغزل من لسان البدوية قبل أن 

تسألني:


-من الذي وضعك هنا ،لعلك عاشق عنيد؟


قلت رادا على غزلها  لها بالرغم من أني لاارى فمها بسبب اللثام :


-ياترى لو رفعت اللثام عن فمك هل سيكون جمالك

في جمال صوتك ؟


قالت وهي تحررني من وثاقي:


-في كل الأحوال لن يفيدك ذلك اسوى كنت جميلة

أم قبيحة ،لكن من الذي تركك هنا بين الخيام 

المهجورة؟


-هذه قصة طويلة لن تصدقينها؟


-إذا لاداعي لقصها علي فأن حماري سيتعب وهو

واقف بالحمل الثقيل ؟


-وماذا يحمل حمارك .


-يحمل ماء لأهلي ولأخواتي من الأغنام ؟


ثم إستدارت وقالت :


-أستودعك الله .


تجولت بين الخيام وعثرت على ثياب مريحة 

تناسبني كذلك غطاء للرأس ليحميني من أشعة

الشمس وتابعت سيري .


*الحمامه،،،


رأيت حمامة بيضاء تقف فوق  صخرة وتنوح وتذرف الدموع بغزارة ،إقتربت منها متسائلا..ماأن

رأتني حتى رفرفت أمام وجهي وحطت على كتفي

كما وأنها تتوسل إلي ،

ثم تركتني ورجعت إلى الصخرة لتنظر وراءها ..

أقتربت منها ..نظرت فرأيت ثعبان مخيف ضخم يدخل رأسه في عشها،

يبدو أنه يريد إلتهام بيوضها أو فراخها..حملت 

حجرا كبيرا وضربته حتى تشنج وأخرج رأسه 

من العش بصعوبة ثم أجهزت عليه بتحطيم 

رأسه ،

الحمد الله أني قتلته  قبل أن يلتهم جميع 

فراخها ،تفقدت الحمامة عشها وفراخها ثم عادت

إلي لتحط على كتفي وتقبلني شاكرة ..ثم رفرفت

أمامي طالبت مني أن أتبعها..هبطت على الأرض..

نبشت بالتراب قليلا ثم عادت إلى عشها..حفرت

في نفس المكان فأستخرجت من الأرض كيس 

صغير ممتلئ بالقطع الذهبية والمجوهرات،

وضعته في جيبي وتابعت طريقي،


*فتنة،،،


مررت بقناة جارية ..شربت منها حتى إرتويت ثم

غسلت وجهي كانت فتاة ساحرة الحسن والجمال

تستحم في القناة ،

جلست أنظر إليها مفتون بجمالها الذي يسلب 

العقول إتزانها ..قالت بصوتها الجميل العذب :


-إن رغبت أن أدلك على النفق دللتك عليه مقابل 

إعطائي الكيس الذي في جيبك أو  أعطني 

نصفه فقط وذلك مقابل رؤيتك  لجمالي دون إستئذان ؟


-حسنا فهو لك أيتها الجميلة ؟


أخذت الكيس وضحكت ثم تحولت إلى ثعلب جميل له ذيل ملون وخرجت من القناة وإختفت

بين الصخور .


*صدمه،،،،


رأيت طفلة في الثانية عشرة من عمرها كانت 

ترتدي الحجاب الذي لم يخفي جمال طفولتها 

وبراءتها ..نظرت إلي وإبتسمت ..إقتربت منها 

سألتها :


-مااسمك ياصغيرتي؟


-فرح.


-ماذا تفعلين هنا وحدك يافرح؟


-لست وحدي.


مديت يدي لمصافحتها ..لكن فجأة ظهر أمامي 

رجل ضخم ودفع يدي ثم وقف بيني وبينها وقال

بغضب:


-كيف تسمح لنفسك بالتحرش بزوجتي ياهذا؟


-زوجتك ؟!!!


-نعم زوجتي ،والأن هيا إذهب من هنا وإلا قتلتك.


*عابر،،،


مر بي رجل ملتحي وكانت لحيته طويلة جدا ،

كان يرتدي ثيابا غريبة ..ألقى علي السلام ثم قال :


-يبدو أنك تائها؟


-هذا صحيح ياسيدي انا تائه.


-وإلى أين مقصدك ؟


-أنا أبحث عن نفق طويل أمامه قناة ؟


--يوجد الكثير من الانفاث التي أمامها قنوات؟


ثم ضحك وتركني متابعا طريقه.


* نجاة ،،،


تابعت طريقي بين الصخور ..قابلت إمراة جميلة

جدا سألتني :


-أظنك تائها أليس كذلك ؟


-هو كذلك  أيتها الجميلة.


-أنا أيضا تائهة ؟


-أتائهة أنت أيضا.


-نعم ..بما أننا تائهان مارأيك بحل جيد لنا نحن 

الإثنان؟


-وماهو .


-أن نتزوج ونعيش معا؟


-لكن .


-لاتتردد ..أعطني يدك ؟


كدت أن أعطها يدي لولا أني شاهدت أظافرها 

الطويلة ..أو بالأحرى مخالبها في اللحظة الأخيرة 

وعرفت على الفور أنها غولة ،

تركتها وجريت مسرعا ..لحقت بي بسرعة وقد

أثارت الزوابع خلفنا ..وقد نجاني الله ..رأيت قناة

غطست بها فكادت أن تقع بها فصرخت صرخة 

قبيحة ورجعت إلى الوراء وظهر شكلها الحقيقي 

القبيح وقالت:


-سلمت هذه المرة لا سلمك الله.


ثم تركتني وذهبت .


* رعب ،،،


تابعت طريقي ..سرت في ممر ضيق بين الصخور ،

فجأة ظهر أمامي ثعبان مفزع قبيح الشكل له 

قرون وشعر ماأن رإني حتى إنتصب أمامي.. صرخت فزعا لكنه هو أيضا صرخ وهو أكثر فزعا

مني وهرب ليدخل في إحدى الصخور قلت:


-لعنة الله عليك ..أأنت فعلا خايف مني.. لقد 

نشف دمي من الخوف.


* العقل،،،


إعترض طريقي رجل كان يرتدي ثيابا كثيابي ..

نظرت إليه لقد كان يشبهني كثيرا ..بل كان انا ..

كل ماحاولت الإبتعاد عنه لمتابعة طريقي ..كان

يعترضني ،ثم قال  بسخرية:


-هل لازلت تحب تمارة بعد كل ما رأيته ؟


-قبل أن أجيبك من أنت .


-هذا ليس بذات أهمية ؟


-لاأعلم إن كنت أحبها ام لا ؟


-أنت كاذب ؟


-حسنا ..على الأغلب أني لااحبها ؟


-الأن سأجعلك تفيق من هلوساتك؟


ثم إنقض علي باللكمات والركلات السريعة 

المتلاحقة ،سقطت أرضا فقال لي متحديا:


-هيا قم وقاتل ؟


نهضت وهاجمته بالمثل ..لكن ضرباتي لم تؤلمه 

أبدا بل كان يضحك ويقول :


أرجوك لا تدغدغني؟


بعد ذلك طرحني ارضا وقال:


-يبدو أنك لن تنتصر للعقل أبدا أيها القلب .


*إمراة ،،،


وقفت أمامي ترتدي الحجاب وعلى وجهها النقاب،

تفوح منها رائحة العطور والطيب ،

بالرغم من ذلك كانت تشع نورا ..مدت يدها كي 

تساعدني على النهوض وكانت ترتدي القفازات 

وقالت :


إنهض ياعزيزي ؟


وكان صوتها من اجمل الأصوات واعذبها وارقها..

بل أجمل صوت أسمعه في حياتي وقلت لها:


-من أنت؟


-انا الإنسانة  الموجودة دائما امامك ،لكنك ستراني 

عندما تحسن  الرؤية ؟


-....................... .


-إنهض وإنطلق من هذا الممر وسوف يقودك إلى 

النفق الذي تبحث عنه ،والأن استودعك الله؟


-أرجوك إنتظري ..من أنت؟


لكنها ذهبت وإختفت دون أن تجيب .

وتابعت سيري حتى وجدت نفسي فعلا في أول النفق.


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

٢٩-١-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة