في عتمة الحافلة: بقلم تيسير المغاصبه

 (في عتمة الحافلة)

    الجزء الثالث

،،،قصص،،،

بقلم :تيسيرالمغاصبه 

------------------------------------------------------------

       -١٣-

،، الجميلة النائمة ،،


    الفصل الثاني


كدت أن أصدق قول المضيفة "الله يحفظها لك"

فرديت:


-الله يحفظك.


-ماذا تطلب ؟


-كاسة نسكافيه .


-والمدام ؟


-إنها مسنغرقة في النوم كما ترين.


-نوم العافية؟


-أشكرك .


-أه..يبدو إنها أصغر منك بكثير ..أه ..أنه الحب 

الذي لايعترف بفارق العمر؟


-....................... .


إبتسمت وذهبت ..قلت في نفسي ليت ذلك كان

حقيقة ..-أي- علاقتي بتلك الجميلة النائمة ..ليتني 

كنت الفارس الذي سيمنحها القبلة لتصحو بعدها

من نومها ..ونكون لبعضنا مدى الحياة،

بيدي الثانية أخذت أمسح شعرها الأملس كالحرير

فتتناقض الأفكار والمشاعر والأحاسيس،

منها أن تصحو من نومها العميق  ..الغريب..تصحو  ثائرة وأن تحملني مسؤولية نومها فوق ساقي 

 واحتضانها لذراعي ،

ومنها أن تصحو لأعرف ماهي حكايتها ،أو أن 

تبقى نائمة لأعيش ذلك الحلم الجميل ،

الأجواء المعتمة بسبب إكتظاظ الغيوم السوداء 

وإنهمار الأمطار بغزارة  في الخارج؛كل ذلك 

جعلني أنسج في مخيلتي الأحلام الجميلة غير

الرقصات الرومنسية الراقية ،والتحليق في السماء

والجري فوق الغيوم..و..و.. 

فنحن الاثنان ..أنا وهي ..أرادت لنا الأقدار أن 

نلتقي ،خلقتي من ضلعي ..وقد أصاب الغدر ذلك

الضلع الذي تتشبثين به كلما أردت أن أتخذ وضعا

أخر أريح به جسدي ، فأبقى كما أنا أرهق نفسي 

لمنحك الراحة في نومك ،

أخرجتني المضيفة من أحلامي الجميلة وقالت:


-لاتزال نائمة ؟


إبتسمت لها وأنا في حيرة من أمري ولم أجيب ،

قدمت لي كاسة النسكافيه وقالت بأستغراب:


-ماهذا النوم العميق في ذلك الطقس البارد ؟


رأت الحرج والخجل باديان على وجهي وقالت 

ممازحة :


-بالرغم من إنها تحتضن يدك هكذا إلا أني أظن 

أنك قد أغضبتها ..إنها ترتجف ..لماذا لاتدفئها 

بمعطفك ؟


-لااريد أن أزعجها بنهوضي ؟


-انت رائع..ونادر في ذلك الزمن ههههههه انا احسدها..حسنا سوف اضعه أنا عليها .


أنزلت معطفي من الرف ووضعته عليها فالتسقت 

بي أكثر واكثر كالطفلة الخائفة ،قالت المضيفة 

الظريفة :


-الله ...حبيبتي ..لا اظنك قد أغضبتها..قبلها بلطف

وستصحو كما تصحو الجميلة النائمة ..أنا أمراة 

واعرف النساء جيدا؟


لازلت أبتسم وانا أسمع الكلام الجميل ولااجيب ،

لاأعلم أأغضب من تلك المضيفة التي تصر على 

أن تعيشني في حلم جميل أم أشكرها..فأنا ماذا

كنت أريد من الحياة غير ذلك ..قلب يحب بصدق

كما أحب..وهل من الممكن أن أغضب فتاة بتلك

الرقة والجمال والإنوثة،

مع إنتشار رائحة النسكافيه والجو الرومنسي الجميل إلا أني تمنيت أن أعرف نهاية ذلك الوضع

وخصوصا مع مرور الوقت السريع وأنه قد تبقى

على نهاية الرحلة أقل من ساعة ،

حضرت المضيفة لتأخذ حساب الطلبات من 

المسافرين..دفعت لها ثمن النسكافيه..ضحكت 

وقالت :


-يبدو أنك ستكون مضطر في نهاية تلك  الرحلة إلى حملها كالطفلة الصغيرة  إثناء الخروج

هههههههه كم أنت مدللة أيتها الجميلة ..الله يحفظها لك .."دير بالك عليها"؟


قبل أن تغادر المضيفة لمحت قرب  قدمينا 

أقراص ملونة فتراجعت..رفعتها وقالت :


-ماهذه ..حلوى ..الله ؟


أعطتني ألأقراص..وضعتها في جيبي ..غادرت 

المضيفة ..أخرجت من جيبي بعض الأقراص..

تأملتها جيدا ..أغرتني كثيرا ..وضعت في فمي 

قرص منها ..قمت بضمغها في فمي حتى ذابت 

وكان أخرها مر المذاق ،لم أعلم هل هي حلوى ..

أم دواء ..فمن المستحيل أن تكون الحلوى كذلك،

أخذت أمسح شعرها من جديد لعلها تصحو ..

حاولت رفع يدي عنها لكنها تشبثت بها من جديد

بل قالت بصوت ضعيف وهي تلتصق بي أكثر 

وتحيط بي بذراعيها الاثنتين:


-لا..لا؟


إستندت إلى الوراء ..ثقل رأسي كثيرا ..فبدى 

الغباش على عيني ..فبدات اقاوم النعاس ..ملت 

إليها بتكاسل  ..قبلتها على وجنتها ..إبتسمت

فتحت عينيها قليلا وعادت وأغلقتهما من جديد،

بعد ذلك بدأت أرى اشباحا أمامي في الثياب البيضاء ..اشباحا تحاول جذب الفتاة بينما هي 

تبكي وتتشبث بي ،

أفقت على لمسات يد  المضيفة الباردة على وجهي

وهي تحاول إيقاظي :


-يالطيف ماحكاية النوم عندكم ؟


--هل وصلنا.


قالت بأشفاق :


-نعم وصلنا ياعزيزي وحدثت كارثة إثناء نومك ؟


ثم تنبهت على أن الفتاة غير موجودة فقلت لها:


-أين ذهبت ؟


-فتاتك ياعزيزي ..انا..آسفة ..حاولت أن أوقظك 

لكنك لم تستيقظ ..و..؟


-ماذا حدث.


كانت عربة تنتظرنا هنا ودخل رجلان  وامرأة..

وقد أخذوها معهم ؟


-أتعرفين إلى أين.


-أ...إلى..مصحة للأمراض العصبية والعقلية..قالوا

إنها قد  هربت من هناك ..ه..هل هي حقا تشكو من شيء؟


-إلى مصحة !!ياإلهي والله لاتستحق ذلك ..لاتستحق ذلك أبدا. 


                 -ستار-


وإلى قصة أخرى                       

تيسيرالمغاصبه 

٨-٢-٢٠٢٢


تعليقات

المشاركات الشائعة